تتحكّم الغدّة الدرقيّة في عمليّة التمثيل الغذائي للجسم. لتحفيز الغدة الدرقية، تطلق الغدّة النخاميّة هرمون يعرف باسم الهرمون المحفّز لأطلاق هرمونات الغدّة الدرقيّة TSH، فتقوم الغدّة الدرقيّة بإطلاق اثنين من الهرمونات، T3 و T4. تتحكّم هذه الهرمونات بعمليّة التمثيل الغذائي الخاص بك.
يحدث قصور الغدة الدرقيّة إذا لم تنتج الغدّة ما يكفي من هذه الهرمونات. يوجد ثلاثة أنواع من قصور الغدّة الدرقيّة: الأوّلي والثانوي، والثالثي.
في قصور الغدّة الدرقيّة الأوّلي، يتم تحفيز الغدّة الدرقيّة بشكل صحيح. ومع ذلك، لا تكون قادرة على إنتاج ما يكفي من هرمونات الغدة الدرقيّة لجسمك، فهي لا تعمل بشكل صحيح. وهذا يعني أن الغدّة الدرقيّة نفسها هي مصدر المشكلة.
في الغدّة الدرقيّة الثانويّة، لا تحفّز الغدة النخاميّة الغدّة الدرقيّة لإنتاج ما يكفي من الهرمونات. وبعبارة أخرى، فإنّ المشكلة ليست من الغدّة الدرقيّة. وينطبق الشيء نفسه على قصور الغدة الدرقيّة الثالثي.
ما الذي يسبب قصور الغدة الدرقيّة الأوّلي؟
السبب الأكثر شيوعاً لقصور الغدّة الدرقيّة الأوّلي هو داء هاشيموتو Hashimoto. وهو مرض المناعة الذاتيّة الذي يدفع الجهاز المناعي عن طريق الخطأ إلى مهاجمة الغدّة الدرقيّة.
قد تؤدّي أسباب أخرى إلى قصور الغدّة الدرقيّة الأوّلي أيضاً. إذا كان لديك فرط نشاط في الغدّة الدرقيّة، فعلاجه يمكن أن يسبّب لك قصور في الغدّة الدرقيّة، والعلاج الشائع لفرط نشاط الغدّة الدرقيّة هو اليود المشع. إلّا أنّ هذا العلاج يدمّر الغدّة الدرقيّة.
أمّا العلاج الأقل شيوعاً لفرط نشاط الغدة الدرقية ينطوي على إزالة جراحيّة لجزء من أو كل الغدّة الدرقيّة. وكلا العلاجين يمكن أن يؤدّي إلى قصور الغدّة الدرقيّة.
وفي حال كنت مصاباً بسرطان الغدّة الدرقيّة، قد يقوم الطبيب بإزالة الغدّة الدرقيّة جراحياً، أو جزء منها، لعلاج السرطان.وتشمل الأسباب المحتملة الأخرى لقصور الغدّة الدرقيّة:
- عدم كفاية اليود الغذائي
- مرض خلقي
- بعض الأدوية
- التهاب الغدّة الدرقيّة الفيروسي
في بعض الحالات، قد يتطوّر قصور الغدّة الدرقيّة عند المرأة بعد الولادة. وفقاً للمعاهد الوطنيّة للصحّة، يعدّ هذا المرض أكثر شيوعاً في النساء والناس فوق سن 60 عاماً.
ما هي أعراض قصور الغدّة الدرقيّة الأوّلي؟
تختلف أعراض قصور الغدّة الدرقيّة على نطاق واسع من شخص لآخر. وعادةً ما تتطوّر الأعراض ببطء، ويعتمد ذلك على شدّة المرض.
في البداية، قد تلاحظ أعراضاً عامّة بما في ذلك:
- إعياء
- نعاس
- حساسيّة للبرد
- كآبة
- ضعف في العضلات.
بما أنّ هرمونات الغدّة الدرقيّة تتحكّم في عمليّة التمثيل الغذائي لجميع الخلايا، قد يزداد وزنك أيضاً.وتشمل الأعراض المحتملة الأخرى ما يلي:
- ألم في المفاصل أو العضلات.
- الإمساك
- هشاشة الشعر أو الأظافر.
- بحّة الصوت.
- الانتفاخ في الوجه.
ومع تقدّم المرض، تصبح هذه الأعراض أكثر حدّة.
إذا كان قصور الغدّة الدرقيّة الخاص بك شديد للغاية، قد تقع في غيبوبة، والتي تعرف باسم غيبوبة الوذمة المخاطيّة. وهذه الحالة مهدّدة للحياة.
كيف يتم تشخيص قصور الغدّة الدرقيّة الأوّلي؟
إذا ظهرت لديك أعراض جسديّة من أعراض قصور الغدّة الدرقيّة، قد يقرّر طبيبك إجراء اختبارات للتحقّق ممّا إذا كان لديك هذا المرض.
سيعتمد طبيبك في التشخيص على تحاليل الدم، للتحقّق من مستويات T4 وTSH. إذا وجد خللاً في الغدّة الدرقيّة، فإنّ غدّتك النخاميّة تنتج المزيد من TSH ممّا يحفّز الغدّة الدرقيّة على إنتاج المزيد من T3 و T4. يمكن لمستوى TSH المرتفع أن يشير إلى طبيبك أن لديك مشكلة في الغدة الدرقية.
كيف يتم علاج قصور الغدة الدرقية الأوّلي؟
ينطوي علاج الغدّة الدرقيّة على تناول الدواء لتعويض هرمونات الغدّة الدرقيّة الناقصة. سيبدأ طبيبك عادةً بجرعة منخفضة ويزيدها تدريجياً. والهدف هو إعادة مستويات هرمونات الغدة الدرقيّة الخاصة بك إلى المعدّل الطبيعي.
ستستمر في تناول دواء الغدّة الدرقيّة طوال حياتك. فالدواء يحل محل هرمونات الغدة الدرقية التي لا تستطيع الغدّة الدرقيّة إنتاجها. فلا يوجد علاج جذري لمرض الغدّة الدرقيّة. وهذا يعني أنّه إذا توقّفت عن تناول الدواء، فستعود الأعراض.
وأخيراً يجدر بنا الإشارة إلى أنّه يمكن أن تتداخل بعض الأدوية والأطعمة مع الأدوية الخاصة بك. فاحرص على إخبار طبيبك عن جميع الأدوية التي تأخذها، بما في ذلك الأدوية التي لا تحتاج إلى وصفة طبيّة. كما أنّ بعض الفيتامينات والمكمّلات الغذائية، وخاصة تلك التي تحتوي على الحديد والكالسيوم، يمكن أن تتداخل أيضاً مع العلاج. لذا يجب أن تتحدّث مع طبيبك عن أي مكمّلات تأخذها. قد تحتاج أيضاً إلى تقليل تناول أي شيء مصنوع من فول الصويا وبعض الأطعمة الغنيّة بالألياف.