تتأثر أدمغة المراهقين الذين يتعرضون للتنمر بانتظام بنيوياً مقارنة مع أدمغة المراهقين الذين لا يتعرضون للتنمر، ووفقاً لإحصاءات المركز الوطني الأمريكي فإن طالب من كل ثلاثة طلاب يتعرض للتنمر في المدارس، حيث أصبح التنمر في السنوات الأخيرة أكثر انتشاراً عبر الإنترنت مع انتشار الهواتف المحمولة، وزيادة الاقبال على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها تسمح للمتنمرين بالتخفي وراء الاسماء المستعارة مما يمكنهم من مواصلة مضايقتهم للأفراد بشكل متواصل.
الآثار الخطيرة للتنمر على الصحة:
كشفت إحدى الدراسات أن التعرض للتنمر في مرحلة الطفولة له تأثيرات سليبة على الصحة، قد تؤدي مستقبلاً لتكاليف عالية للأفراد وعائلاتهم والمجتمع ككل.
يقدر الباحثون أن الوقاية من التنمر في المدرسة الثانوية تؤدي لفوائد على المستويين الصحي والنفسي للفرد، وتوصلت دراسة حديثة أجريت على حوالي 600 مراهق إلى أن التنمر قد يتسبب بتغيرات بنيوية في الدماغ، ويزيد من فرصة الإصابة بمرض عقلي، وركزت الدراسة على مسح أدمغة المراهقين، وتقييم نمو أدمغتهم وصحتهم العقلية، حيث قامت الدراسة بتقسيم المراهقين لمجموعتين الأولى تعرضت للتنمر المستمر والأخرى لم تتعرض للتنمر أبداَ، وأظهرت النتائج تغيرات في حجم الدماغ وزيادة مستويات القلق لدى أفراد المجموعة الأولى، وأظهرت الدراسة أن التنمر يقلل من عدد الأنوية الذنبية القاعدية وينقص افراز البوتامين، وبالتالي يقل حجم الدماغ .
تلعب الأنوية الذنبية دوراً حاسماً في كيفية تعلم الدماغ، وعلى وجه التحديد كيفية معالجة الذكريات، حيث يستخدم هذا الجزء من الدماغ معلومات من التجارب السابقة للتأثير على الإجراءات والقرارات المستقبلية، بينما ينظم البوتامين الحركات وتؤثر على التعلم.
تفسر هذه التغيرات البنيوية في أدمغة المراهقين وتحول سلوكهم لسلوك عدائي وترفع مستويات القلق لديهم، وعلى الرغم من أن هذه التغيرات لا يؤثر على الصحة الجسدية للفرد إلا أنها تؤثر جوهرياً في زيادة القلق نتيجة دورها في تغيير السلوكيات الدماغية ذات الصلة كحساسية المكافأة والتحفيز والتكيف والاهتمام والمعالجة العاطفية.
إن من الضروري جداً بذل المزيد من الجهود لمحاربة التنمر هذه الظاهرة السلبية الآخذة بالانتشار حيث أصبح إيذاء البشر لبعضهم مشكلة عالمية قد تؤدي لتغيرات في الدماغ، وزيادة معدلات القلق بين الأفراد مما سيرفع بالتأكيد تكاليف العلاج النفسي في المجتمعات.