ماذا يحدث للجسم بعد الإقلاع عن التدخين؟

في الولايات المتحدة، يعدُّ تدخين السَّجائر بأنَّه أحد الأسباب الرئيسية المؤدية لحالات الوفاة التي يمكن منعها، لكن قد يستصعب الكثيرون الإقلاع عنه، لأنهم يعتقدون بأنَّ تحسُّن صحتهم سيستغرق وقتاً طويلاً، لكنَّ المدَّة الزَّمنية اللازمة لملاحظة المنافع الملموسة هي أسرع بكثيرٍ ممَّا يعتقد معظم الناس.

تبدأ المنافع الصحية في وقتٍ لا يتجاوز السَّاعة فقط من الانتهاء من تدخين آخر سيجارة، وتستمرُّ بعد ذلك بالازدياد.

حقائق سريعة عن الإقلاع عن التدخين:

إليكم بعض النقاط الرئيسية عن الإقلاع عن التدخين، وستجدون المزيد من التفاصيل والمعلومات المُوسَّعة في المقالة الرئيسة:

  • الإقلاع عن التدخين يعني كسر حلقة الإدمان، وإعادة برمجة الدِّماغ على التوقُّف عن طلب مادة النيكوتين.
  • للنجاح في الإقلاع عن التدخين، يتوجَّب على المُدخنين وضع خطة للتغلُّب على الرَّغبة ومثيراتها.
  • فوائد الإقلاع عن التدخين تبدأ بعد ساعة فقط من تدخين السيجارة الأخيرة.
  • كلما أبكر المدخِّن في التوقف عن التدخين، كلما قلَّل بشكلٍ أسرع خطر إصابته بالسرطان وبأمراض القلب والرئة وغيرها من الحالات المرضية المتعلقة بالتدخين.

الجدول الزمني

بعد الانتهاء من تدخين السيجارة الأخيرة، وبصورةٍ شبه فورية، يبدأ معدَّل ضربات القلب وضغط الدَّم بالعودة ببطئ إلى الوضع الطبيعي.

حالما يتوقف الشخص عن التدخين يبدأ جسمه بالتعافي على النحو التالي:

  • بعد ساعةٍ واحدة:
    بعد الانتهاء من السيجارة الأخيرة بما لا يزيد عن 20 دقيقة، ينخفض معدَّل ضربات القلب ويعود لوضعه الطَّبيعي، كما يبدأ ضغط الدَّم بالإنخفاض، ويمكن أن تبدأ الدَّورة الدَّموية بالتحسُّن.
  •  بعد 12 ساعة
    تحتوي السَّجائر على الكثير من المواد السَّامة المعروفة، بما فيها أول أكسيد الكربون، وهو غازٌ موجودٌ في دخان السَّجائر.
    يمكن لهذا الغاز أن يكون مؤذياً أو قاتلاً في جرعاته المرتفعة، فهو يمنع الأوكسجين من الدُّخول إلى الرئتين والدَّم. عندما يُستنشَق بكمياتٍ كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة، فإنَّه من الممكن أن يُسبب الاختناق نتيجةً لقلَّة الأوكسجين.
    بعد 12 ساعة فقط من التوقُّف عن التدخين، يعمل الجسم على تنظيف نفسه من الكميات الزَّائدة لأول أكسيد الكربون النَّاتجة عن السَّجائر. تعود مستويات أول أكسيد الكربون إلى وضعها الطبيعي، مما يُؤدِّي بدوره لزيادة مستويات الأوكسجين في الجسم.
  • بعد يومٍ واحد
    بعد يومٍ واحد فقط من التوقُّف عن التدخين يبدأ خطر الإصابة بالنوبة القلبية بالانخفاض.
    يزيد التدخين خطر الإصابة بمرض القلب التَّاجيّ من خلال خفضه لمستوى الكوليسترول الجيِّد في الجسم، ممَّا يُصعِّب القيام بالتمارين المفيدة للقلب. يرفع التدخين أيضاً ضغط الدَّم ويزيد الخثرات الدَّموية، مؤدياً لزيادة خطر السَّكتة الدِّماغية.
    بعد التوقُّف عن التدخين بمدةٍ لا تزيد عن يومٍ واحد، يبدأ ضغط الدَّم بالانخفاض مُقلِّلاً معه خطر الأمراض القلبية التي تحدث نتيجة التدخين المُسبِّب لارتفاع ضغط الدَّم. خلال هذه المدَّة القصيرة تكون مستويات الأوكسجين في الجسم قد ارتفعت، مما يُسهِّل القيام بالنشاطات البدنية وممارسة الرياضة، وذلك سيُحفِّز الشَّخص بطبيعة الحال على تعوُّد العادات المفيدة لصحَّة القلب.
  • بعد يومين
    يضرُّ التدخين بالنهايات العصبية المسؤولة عن حاسَّتي الشَّم والتَّذوُّق. بعد الإقلاع عن التدخين لمدَّة لا تتجاوز اليومين، يمكن أن يُلاحظ الشَّخص تحسُّن حاسَّة الشَّم لديه وازدياد قوة حاسَّة التَّذوُّق، وذلك لأن هذه الأعصاب تمرُّ بمرحلة التَّعافي.
  • بعد ثلاثة أيام
    بعد ثلاثة أيام من التوقُّف عن التدخين تبدأ مستويات النيكوتين في الجسم بالنضوب، وفي حين أنَّه من الأفضل صحياً عدم وجود النيكوتين في الجسم، إلا أنَّ المرحلة الأولية لنضوب النيكوتين يمكن أن تتسبَّب بما يُعرف بأعراض انسحاب النيكوتين. بعد حوالي ثلاثة أيام من الإقلاع عن التدخين سيواجه معظم الناس تقلُّبات المزاج، والانفعالية، وحالات الصداع الحادَّة، بالإضافة للرغبة المُلحَّة للتدخين، ويحدث ذلك في الوقت الذي يعمل به الجسم على التأقلم مع الوضع الجديد.
  • بعد شهر
    بعد مرور ما لا يتجاوز الشهر يبدأ الأدء الوظيفي للرئتين بالتحسُّن، وذلك عندما تبدأ الرئتين بالتعافي، كما أن سعة الرئتين تزداد. يمكن أن يُلاحظ المدخنين السَّابقين تطور قدرتهم في تنفيذ النشاطات القلبية الوعائية، كالرَّكض والقفز.
  • بعد مدَّة شهرٍ إلى ثلاثة أشهر
    بعد مرور عدَّة أشهر من التوقف عن التدخين، تستمرُّ الدَّورة الدَّموية بالتحسُّن.
  • بعد تسعة أشهر
    بعد تسعة أشهر من الإقلاع عن التدخين، تكون الرئتان قد عالجت نفسها بشكلٍ ملحوظ. إذ أنَّ النَّسيج الرقيق الشَّبيه بالشَّعر الموجود داخل الرئتين والمعروف بالأهداب، يكون قد تعافى من ضرر دخان السَّجائر، تُساعد هذه الأنسجة على دفع المادَّة المخاطية خارج الرئتين، وتُساعد على محاربة أنواع العدوى المختلفة.
    خلال هذا الوقت، يُلاحظ الكثير من المدخنين السابقين إنخفاضاً في تكرُّر حدوث حالات العدوى التي تُصيب الرئتين، لأنَّ الأهداب التي تماثلت للشِّفاء تكون قد أصبحت قادرةً على أداء وظيفتها بسهولةٍ أكبر.
  • بعد سنة
    ينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب إلى النِّصف بعد الإقلاع عن التدخين لمدَّة سنة، وستبدأ الشرايين والأوعية الدَّموية بالتوسُّع بعد خمس سنوات.
    بعد سنةٍ عن واحدة من الإقلاع التدخين، ينخفض خطر إصابة الشخص بمرض القلب التَّاجيّ إلى النِّصف، وسيستمرُّ هذا الخطر بالانخفاض إلى ما بعد مرور سنة على إيقاف التدخين.
  • بعد خمس سنوات
    تحتوي السَّجائر على العديد من المواد السَّامة المعروفة التي تتسبَّب بتضيُّق الشرايين والأوعية الدموية، وهذه المواد ذاتها تزيد أيضاً من احتمال تشكُّل الخثرات الدموية. بعد خمس سنوات من الامتناع عن التدخين، يكون الجسم قد عالج نفسه بما فيه الكفاية لتبدأ الشرايين والأوعية الدموية بالتوسُّع مجدداً، وهذا التوسُّع يُقلِّل احتمال تخثُّر الدَّم مما يُؤدي بدوره لخفض خطر الإصابة بسكتةٍ دماغيةٍ.
    خطر السَّكتة الدماغية سيستمر بالانخفاض على مدى السَّنوات العشر المقبلة التي يتعافى خلالها الجسم أكثر فأكثر.
  • بعد عشر سنوات
    بعد عشر سنوات من إيقاف التدخين، تتقلَّص فرص الإصابة بسرطان الرئة والموت بسببه إلى النصف تقريباً مقارنةً بالشخص الذي يواصل التدخين. كما أنَّ احتمال الإصابة بسرطان الفم أو الحنجرة أو البنكرياس يكون قد انخفض بشكلٍ ملحوظ.
  • بعد خمس عشرة سنة
    بعد خمس عشرة سنة من الإقلاع عن التدخين، تتساوى نسبة احتمال الإصابة بمرض القلب التَّاجي بنسبة احتمال الإصابة به لدى غير المدخنين. وبشكلٍ مشابهٍ، تكون نسبة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس قد انخفضت إلى مستوى مساوٍ لنسبتها عند غير المدخنين.
  • بعد عشرين سنة
    بعد عشرين سنة، يكون خطر الموت النَّاتج عن الأسباب المقترنة بالتدخين، بما فيها أمراض وسرطان الرئة، قد انخفض إلى مستوياتٍ مكافئة لمستوياته عند الأشخاص الذين لم يدخنوا في حياتهم. كما أنَّ نسبة خطر الإصابة بسرطان بنكرياس تكون قد انخفضت لتتساوى مع نسبتها عند الذين لم يدخنوا أبداً.

الفوائد

التدخين هو عادةٌ سيئة يمكن أن تُؤدي لمضاعفاتٍ صحيةٍ خطرة وللموت. عندما يُقلع الشَّخص عن التدخين، سيبدأ الجسم بالتعافي بشكلٍ طبيعيٍّ، وسيستعيد مع الوقت الحيوية التي يتمتَّع بها غير المدخنين.

يُمكن ملاحظة بعض الآثار الإيجابية بصورةٍ شبه فورية كانخفاض ضغط الدَّم. أما الآثار الأخرى كمخاطر الإصابة بسرطان الرئة وأمراض القلب والرئة، فسوف تستغرق سنوات لكي تنخفض إلى مستوياتها عند غير المدخنين.

في كلِّ سنة تمرُّ على إيقاف التدخين ستنخفض معها المخاطر، وستتحسَّن الصحة بشكلٍ عام، ممَّا يجعل خيار التوقُّف عن التدخين خياراً ممتازاً لكلِّ من بدأ بهذه العادة السَّيئة.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top