يتأثر لون البول بنوع الأدوية المتناولة ويتغير بتغير أنواع الأطعمة وكنتيجة لبعض الحالات الصحية .
على الرغم من أن الغريزة تدعو إلى التبول في أسرع وقت ممكن إلا أن الأمر يستحق أخذ نظرة خاطفة على وعاء المرحاض من حين إلى أخر .
ربما سمعت أن لون البول متعلق بمستوى رطوبة الجسم لكنه في الواقع يمكن أن يكشف الكثير عن الحالة الصحية للشخص، يقول الخبراء: “يمكن أن يتغير لون البول بشكل يومي”.
يقول كريستيان نوفاكوفيتش، طبيب مسالك بولية في جامعة نورث شورفي شيكاغو: “بشكل عام, لا يُعَدُّ تغيّر لون البول مدعاةً للقلق, لكن من الجيد أن تستشير طبيبك في حال كنت مهتماً”.
هنا سيساعدك مُخَطَّط لون البول المتحرك في تحديد ما إذا كان لون البول الخاص بك طبيعياً أم لا, وفي حال لم يكن طبيعياً فما هو المسبب .
كيف يجب أن يكون لون البول ؟
يقول مايكل باليس، الحاصل على دكتوراه في الطب، والذي يعمل كرئيس في قسم المسالك البولية: “إنه على الرغم من عدم وجود لون بول “طبيعي” واحد و دقيق, إلا أنه يجب ان يكون في طيف اللون الأصفر. يوضح أنه كقاعدة عامة، كلما زادت كمية المياه التي يشربها الشخص فإن قطرات البول التي يتم ترشيحها من خلال الكليتين تكون أكثر تمييعاً”. في حال لم يحدث ذلك، فقد يكون مؤشراً على وجود خطب ما”.
لذلك في حال قام الشخص مؤخراً باستهلاك كميات كبيرة من الماء، فقد يكون البول بلون شفاف تماماً، كما يدل ميل لون البول ليكون أصفر تِبنِيّ (بلون القش) أو أصفر شفاف إلى أن الشخص جيد الترطيب. نادراً ما يقوم الأشخاص الطبيعيين بشرب الكثير من الماء، اذا كنت منهم ولاحظت أن بولك شفاف تماماً تستطيع تخفيض كمية المياه التي تشربها دون أي مشاكل.
البول الأصفر الداكن
قد يشير ظهور البول بلون العنبر أو العسل أو حتى البرتقالي الداكن إلى أن الجسم لا يحصل على كمية كافية من الماء, يقول الدكتور باليس: “إذا كنت تعاني من الجفاف ويحتجز جسدك مياه أكثر من الكمية الفعلية التي يحتاجها فإن لون البول سيكون داكن وأكثر قتامة”.
بالإضافة إلى لون البول الغامق هناك علامات أخرى تدل على الإصابة بالجفاف: كالتعب والقشعريرة و رائحة الفم الكريهة والرغبة الشديدة بتناول السكر أو تقلصات العضلات.
أولاً، يجب زيادة استهلاك الماء (يوصي الدكتور نوفاكوفيتش ب 1.5 إلى 2 لترمن الماء يومياً بالإضافة إلى السوائل الأخرى), إذا لم يساعد ذلك يجب تحديد موعد مع الطبيب لايجاد حل للمشكلات الأخرى.
يمكن لبعض الأدوية أن تعطي للبول لوناً أصفر داكن او برتقالي داكن، بما في ذلك الفينازوبيريدين الذي يوصف غالباً لعلاج آلام التهاب المسالك البولية وسولفاسالازين، المستخدم لعلاج التهاب القولون التقرحي.
البول البني الغامق
قد يشبه لون البول هنا لون الشاي أو البيرة البنية أو الكوكا كولا, ويمكن أن يكون السبب في ذلك بعض الأطعمة مثل الراوند، الفاصوليا، والألوة ويمكن أن يدل لون البول البني الداكن على وجود مرض أخطر من الأمراض التي يدل عليها البول الأصفر الداكن أو البرتقالي الداكن, فالبول بلون بني غامق يدل على الإصابة بالجفاف الشديد.
إذا خضع الشخص لعملية جراحية في الأونة الأخيرة فإن اللون البني الذي يراه قد يكون في الواقع نتيجة لتسرب الدم ببطء في البول، كما يقول الدكتور نوفاكوفينتش, ويضيف أن بعض المضادات الحيوية (مثل ميترونيدازول و نيتروفوراانتوين) ومليّنات مثل (كاسكارا أوسينا) وأدوية مثل (ميثوكاربامول وميثيل دوبا) يمكن أن تتسبب في ظهور البول بلون بني .
البول البني الداكن يمكن أن يكون مؤشراً على شيء أكثر خطورة، أحد الحالات المحتملة هي أمراض الكبد. ” يمكن أن يُكتشف ضعف الكبد في تأدية وظيفته من خلال اللون الأصفر الداكن أو البني الداكن للبول”, يقول الدكتور باليس.
يجب على أولئك الذين لديهم تاريخ مع سرطان الجلد أن يراقبوا طيف لون البول: ” تحول البول لدى مرضى سرطان الجلد إلى اللون البني قد يشير إلى وجود الميلانين فيه، المرتبط بتطور السرطان“, كما يوضح الدكتور نوفاكوفيتش.
إذا لوحظ وجود بول بني داكن بانتظام يجب تحديد موعد مع الطبيب كما يقول الدكتور باليس “بشكل عام, هذا لا يعني التأكيد على وجود شيئ خطير، لكن يمكن أن يكون كذلك”.
البول الأحمر أو الوردي
عند تناول المزيد من العنب البري أو البنجر أو الرواند يتحول لون البول الى اللون الأحمر أو الوردي. يمكن لهذه الأطعمة أن تغير لون البول (والبراز أيضاً ) وتعطيه لوناً وردياً أو أحمر. الأدوية يمكن أن تكون مسؤولة ايضاً، مثل فينازوبيريدين أو ريفامبين (مضادات الحيوية).
أما في حال لم يتم تناول أطعمة ذات لون أرجواني أو أحمر وظهر الدم في البول يجب تحديد موعد مع الطبيب للتأكد من عدم وجود التهاب في المسالك البولية أو حصوات في الكلى أو أي حالة مرضية أخرى, يقول الدكتور باليس: “يجب دائماً رؤية الطبيب عند ظهور الدم في البول”. ينصح أي شخص لديه حالة طبية تؤثر على المسالك البولية مثل عدوى المسالك البولية المتكررة أو تاريخ مع حصى الكلى بمراقبة وجود الدم في البول عن كثب.
البول الأزرق أو الأخضر
لاداعي للذعر: ربما يكون لون البول الأزرق أو الأخضر الأكثر غرابة, إلا أن تفسيره غير ضار نهائياً. يمكن ان يكون السبب في ظهورالبول بهذه الألوان وجود صبغة في أحد الأطعمة أو بعض الأدوية (مضادات الاكتئاب والعقاقير المضادة للالتهابات في بعض الأحيان), فهي تسبب تبوّل ذو لون أزرق او أخضر. يقول الدكتور باليس: “عادة ما تكون الأدوية هي السبب, من غير المحتمل أن يكون السبب بظهور (اللون الأزرق) في البول غير ذلك “.
نادراً ما يكون البول الأزرق أو الأخضر علامة على فرط كالسيوم الدم الوراثي، المعروف بمتلازمة حفاضات الأطفال الزرقاء، وهو اضطراب وراثي نادر.