لقاح الأنفلونزا

هل من الممكن الإصابة بعدوى الانفلونزا عن طريق طعم  الإنفلونزا ذاتها ؟ أظهر استطلاع أن العديد من الآباء يعتقدون ذلك، ولكن إليك ما يقوله الخبراء بشأن ذلك .

اقترب موسم الانفلونزا، ويتذكر كل شخص مدى خطورة الانفلونزا من العام الماضي، ربما يكون قد رفع الجاهزية من أجل لقاح هذا العام، أو قام بوضع خطط للقيام بذلك في وقت قريب.

توصي مراكز السيطرة على الأمراض بأن يحصل كل شخص بلغ من العمر أكثر من ستة أشهر على لقاح الانفلونزا . فاللقاح أسهل طريقة لحماية الفرد والعائلة من معاناة الاصابة بالأنفلونزا لمدة اسبوع على الأقل.

ازداد مؤخراً الشعور بالقلق من مرض الإنفلونزا بسبب نتيجة استطلاع جديد أجرى حوله، نفذه مستشفى أورلاندهيلث أرنولد بالمر للأطفال .

شمل الاستطلاع 704 شخص من آباء و أطفال و مراهقين، حيث كشفت النتائج عن شكوك واسعة النطاق حول فعالية لقاح الانفلونزا . من المدهش أن أكثر من نصف الآباء الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن أطفالهم يمكن أن يصابوا بالأنفلونزا من الطعم نفسه.

ولأننا غير متأكدين من مصادر المعلومات حول الانفلونزا التي حصل عليها المستطلعين ولتقصي حقيقة ما اذا كان اللقاح يستطيع فعلاً نقل الفيروس وتبديد الأساطير الأخرى حول الانفلونزا . اتصلنا بأورلاند هيلث للحصول على الاجابات ….

أولاً: يستحيل لأحد أن يصاب بالأنفلونزا عن طريق أخذ لقاح الانفلونزا نفسه.

يقول جان مورجاني طبيب الأطفال في مستشفى أورلاند هيلث أروند بالمر للأطفال (لمجلة صحة):”نحن نريد حقاً أن يفهم الناس أنه من المستحيل أن يصاب أحدهم بالأنفلونزا نتيجة أخذه اللقاح المضاد للأنفلونزا نفسه “وتضيف: “أن أجزاء الفيروس المستخدمة في صنع اللقاح ميتة، والفيروس الميت غير قادر على العودة الى الحياة واصابة شخص ما بالعدوى.

إذن لماذا يتم تداول هذه المعلومات المضللة ؟ “يستغرق الأمر حوالي اسبوعين بعد الحصول على لقاح الانفلونزا الخاص بكل جسم، يعمل خلالها الأخير على بناء ما يكفي من الأجسام المضادة للحماية ضد الانفلونزا”. وبعبارة أخرى، اصابة شخص ما بالأنفلونزا بعد أخذ اللقاح بفترة وجيزة، لا يعني ذلك أن المسبب هو اللقاح نفسه بل لأن ذلك جسد الشخص لم يكن لديه الوقت الكافي لبناء الأجسام المضادة الوقائية”.

كما وجد الاستطلاع أن ثلث الآباء لا يعتقدون أن اللقاح يمكن أن يحمي أطفالهم من الانفلونزا.

لماذا يفكر الآباء بهذه الطريقة؟ يستطيع اللقاح الانفلونزا تأمين الحماية لمتعاطيه لعدة سنوات أكثر مقارنة مع غيرهم.

ينشئ العلماء اللقاحات بناءً على سلالات يتعقدون أنها الأكثر انتشاراً مع كل بداية موسم انفلونزا جديد لكن من المستحيل معرفة ذلك على وجه اليقين . ولهذا السبب يوفر اللقاح حماية في بعض السنوات أكثر من غيرها .

“جميعها توقعات “، يقول الدكتور مورجاني.”يصنعون اللقاح بناءً على السلالات التي من المرجح أنها ستنتشر في الموسم المقبل “حتى لو لم يكن اللقاح فعال مئة بالمئة وغير قادر على القضاء على جميع سلالات المرض، ومن المحتمل أن تكون الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم بعد الحصول على اللقاح محدودة القدرة في تأثيرها على الفيروس مما يجعل الاصابة بالعدوى أمراً محتماً .

يجب على جميع الأفراد وعائلتهم الذين  لم يحصلوا على لقاح الانفلونزا حتى الآن،أن يفعلوا ذلك قبل 31 أكتوبر /تشرين الأول، حسبما يشرح الدكتور مورجاني، كي يكونوا مستعدين لاستقبال موسم الانفلونزا الذي تزداد شراسته في نوفمبر وديسمبر فبذلك سيتاح للجسم متسعاً من الوقت لبناء الأجسام المضادة اللازمة لمقاومة الفيروس.

اللقاح سريع وفعال وغالباً بالمجان.

ينصح الجميع بأخذ اللقاح وليس هناك عذر لتتخطاه أو لتحرم أطفالك منه.

هل يجب أن أحصل على لقاح الانفلونزا مرة ثانية خلال هذا العام ؟

من الطبيعي التساؤل عما إذا كان هناك أي شيء أخر يمكن فعله لمنع الإصابة بالمرض

بالفعل هناك الكثير من الإجراءات الوقائية التي يمكن القيام بها من أجل ذلك، مثل تناول الأطعمة المناسبة ،والنوم لمدة ثماني ساعات يومياً،و غسل الأيدي عدة مرات لضمان النظافة،علماً أن الحصول على لقاح الانفلونزا يمنح أفضل فرصة لتفادي الإصابة بالمرض وطالما أن فيروس الانفلونزا ينتشر، فلم يفت الأوان بعد للحصول على اللقاح.

الرغم من حصول الفرد على لقاح الانفلونزا في الخريف في الوقت الذي يوصي الخبراء بأن يتم التطعيم  خلاله فقد يجد نفسه متسائلاً: هل من الضروري أن أحصل على لقاح انفلونزا مرة أخرى؟ بعد هذا السؤال أحد الاسئلة الواردة  جداً،ففي حال قام الفرد بأخذ اللقاح  منذ عدة أشهر، فمن المعقول الاعتقاد بأن فعاليته تلاشت.

اتضح أن معظم الأشخاص الذين بعمر الثماني سنوات وأكثر لا يحتاج إلى لقاح الانفلونزا مرة ثانية في نفس موسم الانفلونزا، يوصى بإعطاء جرعة ثانية فقط للأطفال الذين تتراوح أعمارهم من ستة أشهر إلى ثماني سنوات إضافة الى الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم من قبل أو أولئك الذين أخذوا سابقاً جرعة واحدة فقط.

توضح إليزابيث بارنيت، الحاصلة على دكتوراه في الطب والتي تعمل كأستاذه اخصائية في طب الأطفال في كلية الطب في جامعة بوسطن: “بسبب عدم نضوج نظام المناعة لدى الأطفال فمن المحتمل ألا يستجيبوا لجرعة لقاح الانفلونزا بشكل جيد من المرة الأولى”. كما تقول أيضاً:” على الرغم من أن جرعة واحدة لن تؤدي إلى استجابة مناعية جيدة، إلا أنها تعمل على منح الجهاز المناعي القدرة على الاستجابة للجرعة الثانية، وبالنتيجة استجابة مناعية جيدة “.

من جهة أخرى يستبعد الكبار والأطفال الأكبر سناً من ضرورة الحصول على جرعة مضاعفة خلال العام نفسه، وذلك بفضل تأثير اللقاحات التي أخذوها سابقاً. يقول الدكتور بارنيت، وهو المتحدث الرسمي باسم الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال: “لا توجد في الوقت الحالي أي توصيات تنص على اضافة أي فئة عمرية أخرى لقائمة الذين من الضروري حصولهم على أكثر من لقاح مضاد للأنفلونزا في موسم واحد ”

الكبار الذين لم يحصلوا على لقاح الانفلونزا ضمن هذا لموسم لن يستفيدوا من أخذ اللقاح الثاني في نفس السنة .

يجب أن يحصل الأطفال الذين يستوفون الشروط على اللقاح للمرة الثانية، يأخذون أول جرعة بمجرد توفرها. ثم تعطى الجرعة الثانية بعد أربعة أسابيع على الأقل. هذا وفقاً لمركز السيطرة على الأمراض.

هناك بعض الأدلة الأولية على أن فعالية لقاح الانفلونزا قد تضعف على مدار موسم الانفلونزا، ويضيف الدكتور بارنيت:” في وقتنا الحالي لا تمثل هذه المعلومات دراسة دقيقة لهذه الظاهرة “وكما تقول، والبحث بالتأكيد ليس قوياً بما يكفي لضمان الحصول على لقاح أخر.

الخلاصة: يجب التأكد من القيام بأفضل ما يمكن لتجنب الإصابة بالأنفلونزا سواء ذلك من خلال الحصول على لقاح لمرة واحدة على الأقل. أو من خلال الاستمرار في غسل الأيدي!

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top