إليكِ كل ما تحتاجين إلى معرفته عن استئصال المبيض

استئصال المبيض هو إجراء جراحي يزال بواسطته أحد مبايض المرأة أو كلاهما، وعادة ما يلجأ إليه الطب لمنع الإصابة ببعض الأمراض أو علاج بعض الحالات المستعصية، مثل سرطان المبيض أو الانتباذ البطاني الرحمي.

يترتب على عملية استئصال المبيض مخاطر ومضاعفات محتملة، لذلك ينبغي على المرأة مناقشة خياراتها مع الطبيب قبل الخضوع للجراحة.

تستمر عملية استئصال المبيض بضع ساعات فقط، إلا أن أوقات التعافي تختلف من امرأة إلى أخرى، هذا وتلعب الرعاية الذاتية دوراً مهماَ في سير عملية التعافي، لذلك ينصح بمناقشة المكان الذي ستقضي فيه المرأة فترة النقاهة مع الطبيب المختص مسبقاً لتجنب حدوث مضاعفات غير مرغوب فيها.

يستخدم مصطلح استئصال المبيض (oophorectomy) لوصف عملية إزالة أحد المبيضين أو كليهما. كما يطلق عليها أيضا مصطلح ovariectomy.

تنطوي عملية استئصال المبيض على إزالة المبيضين كما قد تنفذ بهدف استئصال جزء من الرحم.

أسباب استئصال المبيض

توجد العديد من الأسباب المختلفة التي تستدعي القيام باستئصال المبيض نذكر منها:

  • علاج النمو الغير طبيعي لأنسجة بطانة الرحم.
  • التخفيض من مخاطر حدوث حمل خارج الرحم.
  • علاج مرض التهاب الحوض (PID).
  • إزالة أكياس أو خراجات المبيض أو خلايا المبيضين السرطانية.
  • إزالة مصدر الأستروجين للتخلص من آثاره الخطيرة المحتملة كونه من الممكن أن يحفز الإصابة ببعض أنواع السرطان، كسرطان الثدي.

ومن الجدير بالذكر أن النساء اللواتي يحملن الجينات BRCA1 أو BRCA2 هن الأكثر عرضة للإصابة بأنواع معينة من السرطان وهنا قد يخترن القيام باستئصال المبيض كإجراء وقائي.

أنواع استئصال المبيض

مصطلح استئصال المبيض مصطلح فضفاض عام يدل على عملية جراحية تهدف إلى إزالة أحد المبيضين أو كليهما، إلا أنه هناك عدة أنواع مختلفة من تلك العمليات يمكن إجراؤها تندرج تحت نفس الاسم.

  • استئصال مبيض من جانب واحد: إزالة مبيض واحد، وعادة ما يتم ذلك عندما تكون المرأة لا تزال ترغب في أن تصبح حاملاً في المستقبل.
  • استئصال المبيض الثنائي: إزالة كلا المبيضين، وذلك بهدف منع حدوث الاضطرابات أو انتشار الخلايا السرطانية.
  • استئصال المبيض-البوق الرحمي: أي إزالة قناة فالوب مع المبيض، وغالباً ما تجرى بهدف علاج السرطانات أو غيرها من الاضطرابات.
  • استئصال المبيض الوقائي: ينفذ هذا الإجراء للحد من مخاطر الإصابة ببعض الأمراض في المستقبل.

ما الذي من المتوقع أن يحدث لكِ عندما تخضعين لعمل جراحي؟

طبابة نت - استئصال المبيض

يجب على الشخص مناقشة طبيبه والتحدث معه عن الحوادث التي من المتوقع حصولها أثناء الجراحة وبعدها.

كما تجرى عدة اختبارات قبل تحديد موعد العملية الجراحية والتي تشتمل على:

  • اختبارات بدنية.
  • تحاليل الدم.
  • اختبارات البول.
  • التصوير المقطعي الالكتروني (CT).
  • الموجات فوق الصوتية.

تجرى عملية استئصال المبيض إما عن طريق جراحة البطن المفتوحة أو عن طريق الجراحة التنظيرية. يجب ألا تستغرق العملية أكثر من بضع ساعات، ولكن قد يتطلب الأمر قضاء المرأة ليلة واحدة أو أكثر في المستشفى.

جراحة البطن المفتوحة

يقوم الجراح بعمل شق في البطن ثم يفصل بين عضلات البطن.

تُربط الأوعية الدموية بشكل مؤقت لمنع النزيف. ثم يقوم الجراح بإزالة مبيض واحد أوكلاهما بعدها يقوم بتسكير الجرح الذي أحدثه في البطن.

الجراحة التنظيرية

تدخل أثناء الجراحة التنظيرية أداة رفيعة تشبه الحبل مزودة بكاميرا خلال ثقب صغير يفتح بالقرب من السرة. تسمح الكاميرا الصغيرة للجراح برؤية المبيض أو المبيضان وتساعده على إزالتهما.

من المحتمل أن تترك هذه العملية ندبات ملحوظة إلا أن مدة الشفاء بعدها أقصر من مدة الشفاء التي تستغرقها جراحة البطن المفتوح.

بعد الجراحة

ينصح بأن يقوم شخص ما بأخذ المريضة إلى المنزل مع تقديم العناية لها في الأيام القليلة الأولى التي تلي تنفيذ الجراحة.

معظم العمليات الجراحية تتطلب الراحة بعيدا عن العمل بما لا يقل عن 2-3 أسابيع. تسمح فحوصات الطبيب المنتظمة بمراقبة عملية الاستشفاء والتعديل على وضع المريضة عند استدعاء الحاجة لذلك.

كم تستغرق عملية الاستشفاء من الوقت؟

تختلف المدة الزمنية التي تحتاجها المريضة للتعافي من عملية استئصال المبيض باختلاف عدة عوامل مؤثرة، بما في ذلك نوع الجراحة. قد تتطلب الجراحة بالمنظار قضاء يومٍ واحدٍ فقط في المستشفى، ولكن جراحة فتح البطن ستحتاج عادةً إلى يومين أو أكثر في المستشفى.

تختلف النصائح التي ينصح بها الطبيب اثناء فترة النقاهة المرضية بحسب حالة الشخص، إليك بعض تلك النصائح العامة:

  • الراحة التامة قبل الجراحة وأثناء الاستشفاء.
  • الاسترخاء بشكل عميق.
  • تجنب رفع الأشياء الثقيلة أو ممارسة الرياضة.
  • الامتناع عن الجماع.
  • تجنب استخدام السدادات القطنية أثناء فترة الاستشفاء.
  • إجراء تعديلات على النظام الغذائي وتناول الأدوية لعلاج الإمساك حسب الحاجة
  • الحذر من مخاطر العدوى التي قد تحدث اثناء اخذ الحمامات أو نتيجة ارتداء الملابس الضيقة أو المصنوعة من مواد اصطناعية.

كما يقوم الأطباء بإرشاد مرضاهم حول كيفية العناية بالجرح وتشتمل التعليمات على الطريقة التي يجب ان تتبعها المريضة لتنظيف الجرح بشكل منتظم مع الحرص على بقاء المنطقة جافة، كما يؤكد الطبيب على المريض أن يبقي الجرح تحت المراقبة خوفاً من ظهور علامات العدوى والالتهاب.

المضاعفات والمخاطر المحتملة

غالبا ما يساعد استئصال المبيض في علاج أو منع الإصابة ببعض الأمراض إلا أنه قد يعرض النساء لخطر الإصابة بحالات أخرى.

المضاعفات الخطيرة نادرة الحدوث، والنساء المدخِّنات أو اللواتي يعانين من السمنة أو مرض السكري هن أكثر عرضة للمضاعفات الجراحية.

أما أولئك اللواتي خضعن لجراحة في الحوض أو أُصِبنَ بعدوى خطيرة في الماضي هن الأكثر عرضة للمضاعفات.

ويجب أن تعلم النساء اللاتي سيقمن باستئصال كلا المبيضين أنهن لن يتمكن من الحمل مستقبلاً، لهذا عليهن بمناقشة جميع الخيارات البديلة لاستئصال المبيض مع الطبيب في حال رغبن بالحمل مستقبلاً.

أعراض إصابة المرأة بمضاعفات ما بعد العملية

من الضروري إبلاغ الطبيب عن أي علامات تعقيد تظهر على المريضة في أقرب وقت ممكن. تشتمل علامات الإصابة بمضاعفات على:

  • الإصابة بحمى.
  • خروج كمية غير طبيعية من الدم أو المفرزات.
  • احمرار وتورم بالقرب من الجرح.
  • ملمس الجلد المحيط بالجرح دافئ جداً.
  • الغثيان والقيء لأكثر من بضعة أيام.
  • صعوبة في التبول.
  • ألم مزمن في البطن.
  • ضيق في التنفس أو ألم في الصدر.
  • تقلب المزاج.
  • كآبة.

المخاطر المحتملة أثناء الخضوع للعملية الجراحية

تنطوي الجراحة نفسها على بعض المخاطر أيضاً، نذكر منها:

  • نزيف حاد أو جلطات دموية.
  • الإصابة بعدوى.
  • تندّب الأنسجة.
  • تلف الأعصاب.
  • تمزق الورم.
  • تأذي المسالك البولية أو غيرها من الأجهزة.
  • حدوث فتق في البطن بسبب ضعف عضلاته.
  • في حالات نادرة، قد يعاني الأشخاص من مشاكل تنفسية أو قلبية بعد التخدير.

التغيرات الهرمونية

تأخذ النساء اللاتي ازلن كلا المبيضين قبل بلوغهن سن اليأس الهرمونات للتقليل من خطر أعراض سن اليأس أو الاضطرابات الأخرى. والعلاج بالهرمونات له بعض الآثار الجانبية التي تشتمل على تقلبات المزاج والغثيان والصداع.

قد تختار المرأة أن تدع جسدها يقطع مرحلة انقطاع الطمث دون تناول الهرمونات البديلة. لذلك من الأفضل مناقشة أي تغييرات هرمونية محتملة مع الطبيب قبل استئصال المبيض. فبعض النساء تتطلب حالتهن الصحية المعالجة بالهرمونات وهذا لا ينطبق على جمع النساء.

هشاشة العظام

قد تزيد أيضاً عملية استئصال كلا المبيضين من خطر إصابة المرأة بهشاشة العظام، حيث تصبح العظام ضعيفة وهشة. كون الجسم لم يعد قادر على انتاج الأستروجين بكميات كبيرة كسابق عهده.

يمكن أن يزيد مرض هشاشة العظام من خطر تعرض العظام للكسر، خاصة في حال تعرضت المرأة للسقوط أو أي إصابة أخرى.

متوسط ​​العمر المتوقع

النساء اللواتي يحتفظن بمبايضهن حتى عمر 50 على الأقل من المحتمل أن يعشن أطول من أولئك اللواتي قمن بإجراء عملية استئصال للمبيضين قبل سن ال 50 عام.

ومن الجدير بالذكر أن إحدى الدراسات لاحظت أن اجراء عملية استئصال المبيضين بالنسبة لبعض الحالات يقلل من خطر الوفاة بسرطان المبيض وسرطان الثدي، إلا ان هذا الإجراء الجراحي قد يزيد من مخاطر الوفاة تحت تأثير جميع الأسباب الأخرى التي قد ذكرناها أعلاه.

بالرغم من ذلك تبقى الجراحة الخيار الأمثل للنساء اللواتي يحملن الجينات BRCA1 أو BRCA2.

هذا وقد أشارت دراسة مرجعية نشرت في مجلة علم الأورام السريري إلى أن النساء اللاتي يمتلكن تلك المورثات وقمن بإزالة مبايضهن انخفض معدل الوفاة بينهم بأنواع معينة من السرطان بنسبة 80 في المائة وانخفض خطر الوفاة بجميع الأسباب الأخرى بنسبة 77 في المائة.

لذلك من الضروري أن يناقش الشخص تاريخه المرضي الشخصي وكل خياراته مع الطبيب قبل اختيار إجراء عملة استئصال للمبيض.

مستقبلاً

تنقذ عملية استئصال المبيض حياة الكثير من النساء في عدة حالات إلا أنه ينصح النساء اللواتي لديهن رحم ومبايض أصحاء بمناقشة خياراتهن مع الطبيب بشكل جيد مع الطبيب، كون جراحة استئصال المبيض تنطوي على بعض المخاطر والمضاعفات.

يجب أن تمنح النساء أنفسهن الكثير من الوقت للتعافي بعد الجراحة. وقت التعافي يختلف باختلاف طبيعة جسد كل امرأة. قد ترغب المرأة في الحصول على مساعدة كي تستطيع النهوض وإعداد الوجبات المنزلية خلال الأيام القليلة الأولى بعد العملية.

قد تلاحظ النساء اللواتي قمن بإزالة مبيضٍ واحدٍ مع بقاء الرحم كاملاً تغيراً طفيفاً للغاية، كون هرموناتهن وحيضهن ستبقى كما كانت عيه نسبياً. أما بالنسبة للنساء اللواتي قمن بإزالة كلا المبيضين فيكون التغيير أكبر.

يمكن للأطباء مساعدة الناس في استكشاف الخيارات المتاحة امامهم اثناء فترة النقاهة وكما سيمنحونهم المزيد من المعلومات حول الأعراض المتوقع حصولها بعد استئصال المبيض.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top