فوائد مثبتة علمياً للصيام (1)

يعتبر الصيام من العادات والممارسات القديمة على الرغم من ازدياد شعبيته في الآونة الأخيرة، إذ أنه يعود إلى قرون قد مضت، وله مكانةٌ ودورٌ رئيسي في العديد من الثقافات والأديان المختلفة (كصيام رمضان عند المسلمين).

يُعرف الصيام بأنه الامتناع عن تناول مختلف الأطعمة أو المشروبات أو بعضها لفترة زمنية محددة، وهناك العديد من الطرق التي يمكن اتباع الصيام فيها. بشكل عام تمتد معظم أنواع الصوم على مدار 24-72 ساعة.

وهنالك أنواع عديدة له كالصيام المتقطع، يتلخص هذا الصيام بالتناوب بين فترات الأكل والصيام، والتي يمكن أن تتراوح من بضع ساعات إلى بضعة أيام.

لقد ثبت أن للصيام العديد من الفوائد الصحية، من تخفيف الوزن إلى تحسين وظائف المخ وغيرها من الفوائد والتي سنتعرف عليها في الفقرات التالية، إذ سنتناول أهم الفوائد الصحية للصيام أثبتتها الأبحاث العلمية.

التحكم في نسبة سكر الدم عن طريق الحد من مقاومة الأنسولين

طبابة نت - الصيام المتقطع

وجدت العديد من الدراسات أن الصيام قد يحسن من التحكم في نسبة السكر في الدم، والذي بدوره قد يكون مفيداً بشكل خاص لأولئك المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري.

أظهرت في الواقع إحدى هذه الدراسات والتي أجريت على 10 أشخاص مصابين بداء السكري من النوع 2، أن الصيام المتقطع على المدى القصير قد قلل بشكل كبير مستويات السكر في الدم.

وجدت في الوقت نفسه مراجعة أخرى، أنّ كل من الصيام المتقطع والصيام المتناوب كانا فعالين بمثل فعالية طريقة الحد من تناول السعرات الحرارية في تقليل مقاومة الأنسولين.

تناقص مقاومة الأنسولين يمكن أن يؤدي إلى زيادة حساسية الجسم للأنسولين، مما يسمح له بنقل الجلوكوز من مجرى الدم إلى خلايا الجسم بشكل أكثر فعالية.

بالإضافة إلى التأثيرات المحتملة للصيام في خفض نسبة السكر في الدم، قد يحافظ على نسبة السكر في الدم بشكل ثابت، مما يساعد في منع حدوث طفرات وتغير في مستويات السكر.

يجب أن يعلم الصائم أنّ بعض الدراسات قد بيّنت أن الصيام قد يؤثر على مستويات السكر في الدم بشكل مختلف عند الرجال والنساء.

وكمثال على ذلك، أظهرت دراسة قصيرة دامت لحوالي ثلاثة أسابيع أن اتباع الصيام المتناوب أضعف من التحكم في نسبة السكر في الدم لدى النساء ولكن لم يكن له أي تأثير يذكر على الرجال المشاركين.

الخلاصة:

يمكن أن يساعد الصيام المتقطع والصيام اليومي المتناوب على خفض مستويات السكر في الدم والحد من مقاومة الأنسولين في الجسم، ولكن قد يؤثر بشكل مختلف على الرجال والنساء.

المحافظة على صحة أفضل عن طريق مكافحة الالتهابات

بينما تعتبر الالتهابات الحادة بأنها عملية مناعية طبيعية تستخدم للمساعدة في مكافحة العدوى، على جانب آخر يمكن أن يكون الالتهاب مزمناً مما يؤدي لعواقب وخيمة على الصحة.

تظهر الأبحاث أن الالتهابات قد تلعب دوراً في تطور الحالات المزمنة، مثل أمراض القلب والسرطان والتهاب المفاصل الروماتوئيدي.

لقد بينت بعض الدراسات أن الصيام يمكن أن يساهم في خفض مستويات الالتهاب ويساعد على تحسين الصحة العامة.

أظهرت دراسة أجريت على 50 شخصاً من البالغين الأصحاء أن الصيام المتقطع لمدة شهر واحد يؤثر بشكل ملحوظ على خفض مستويات وأعراض الالتهابات. جرت دراسة صغيرة أخرى وأظهرت نفس التأثير عندما قام عدة أشخاص بالصيام لمدة 12 ساعة في اليوم في غضون شهر واحد. بالإضافة لذلك وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن اتباع نظام غذائي منخفض السعرات يحاكي الآثار الناتجة عن الصيام، قد أدى إلى انخفاض في مستويات الالتهاب وكان مفيدًا في علاج بعض الالتهابات المزمنة مثل التصلب المتعدد أو اللويحي.

الخلاصة:

يمكن للصيام أن يقلل عدة أعراض للالتهاب وقد يكون مفيداً في علاج الالتهابات المزمنة بحسب بعض الدراسات، مثل مرض التصلب اللويحي أو المتعدد.

المحافظة على صحة القلب

موقع طبابة نت - أسباب تسرع ضربات القلب

وذلك عن طريق تحسين ضغط الدم، ومستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول في الدم. حيث تعتبر أمراض القلب من الحالات الشائعة للوفاة في جميع أنحاء العالم، حيث تمثل الوفيات بما يقدر بنحو 31.5 ٪ من المجموع العام على مستوى العالم.

يعد تغيير النظام الغذائي للفرد ونمط حياته أحد أكثر الطرق فعالية لتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب. بينت بعض الأبحاث أن دمج الصيام في الروتين اليومي قد يكون مفيدًا بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بصحة القلب.

كشفت دراسة قصيرة أن ثمانية أسابيع من الصيام اليومي المتناوب، يقلل من مستويات الكولسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم بنسبة 25٪ و32٪ على التوالي.

أظهرت دراسة أخرى شملت 110 من الأشخاص البالغين الذين يعانون من السمنة المفرطة، أن الصيام لمدة ثلاثة أسابيع تحت إشراف طبي أدى إلى انخفاض في ضغط الدم بشكل ملحوظ وكذلك مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار” LDL”.

بالإضافة إلى ذلك شملت دراسة واحدة 4،629 شخصًا أظهرت نتائجها أن الصيام يرتبط بانخفاض خطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي، وفضلاً عن ذلك يقلل خطر الإصابة بمرض السكري بشكل كبير، والذي يعد عامل رئيسي لخطر الإصابة بأمراض القلب.

الخلاصة:

ارتبط الصيام بتدني خطر الإصابة بأمراض القلب التاجي، وقد يساعد في خفض ضغط الدم ومستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول.

اقرأ أيضاً:

فوائد مثبتة علمياً للصيام (2)

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top