علاج الخصوبة وعلاقته بكثافة الثدي والسرطان

تعتبر كثافة أنسجة الثدي من عوامل الخطورة لسرطان الثدي ويمكن أن تتأثر بعلاج العقم وبعلاجات الخصوبة الهرمونية وذلك وفقاً للبحوث المنشورة في مجلة أبحاث سرطان الثدي Breast Cancer Research.

يوصي الباحثون بمراقبة الحالة الصحية للنساء اللواتي يتلقين علاجاً لرفع الخصوبة.

يتألف الثدي من نوعين من الأنسجة:

  • النوع الأول وهو الأنسجة الليفية والغدية الكثيفة Fibroglandular Tissue.
  • النوع الثاني الأنسجة الدهنية غير الكثيفة Fatty Tissue .

أظهرت أبحاث سابقة أن احتمال تطور الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء اللواتي تكون أنسجة الثدي لديهن عالية الكثافة أعلى بأربع إلى ست مرات من احتمال إصابة النساء اللواتي لا يكون لديهن كثافة في الثدي.

يعتقد أن ما يقارب 12 – 28 % من الأزواج على مستوى العالم يعانون من مشكلة العقم؛ كما يوجد في الولايات المتحدة 6.7 مليون أو ما يعادل 10.9 % من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 – 44 سنة يجدن صعوبة في الحمل أو الوصول بالحمل حتى موعد المخاض وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها(Centers for Disease Control: CDC).

يمكن أن يتلقى الأشخاص الذين يبحثون عن علاج للعقم علاجات هرمونية مثل تحفيز المبيض المتحكم فيه (controlled ovarian stimulation: COS) والذي يرفع نسبة الاستروجين والبروجستيرون كجزء من عملية الإخصاب داخل المختبر(IVF) أو  ما يعرف بطفل الأنبوب.

يعتقد الباحثون أن القيام برفع مستويات هرمون الاستروجين والبروجستيرون في الجسم يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بسرطان الثدي بالرغم من عدم وجود علاقة واضحة بين تحفيز المبيض وسرطان الثدي.

وفقاً لاستطلاع تم إجراؤه معهد كارولينسكا Karolinska Institutet في السويد بقيادة فريدا لوندبيرغ  Frida Lundberg وكان عدد النساء اللواتي شملهن الاستطلاع 43313 امرأة تتراوح أعمارهن بين 40 – 69 سنة  وتم تصوير الثدي لديهن بالأشعة خلال الفترة من 2010 وحتى عام 2013  وتبين وجود ارتباط بين تاريخ العقم  مع كثافة أنسجة الثدي الأعلى.

حقائق مثبتة عن سرطان الثدي

يعتبر سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء في الولايات المتحدة بصرف النظر عن بعض أنواع سرطان الجلد؛ ففي عام 2012 تم تشخيص 224147 حالة إصابة بسرطان الثدي لدى النساء في أميركا و 2125 حالة لدى الرجال؛ وتم تسجيل وفاة 41150 امرأة ووفاة 405 رجال نتيجة هذا المرض.

ولقد كان الفحص جزءاً من مشروع كارما Karolinska MAmmography (KARMA) للتنبؤ بمخاطر الإصابة بسرطان الثدي؛ حيث قام المشاركون بتقديم معلومات مفصلة عن العمر والوزن والطول وكمية ما يستهلكونه من الكحول والوضع بالنسبة للتدخين والسجل المرضي بالنسبة للعقم والتاريخ العائلي للإصابة بسرطان الثدي من خلال ملء استبيان.

قام الباحثون بمقارنة مستويات كثافة أنسجة الثدي باستخدام التصوير بالأشعة بين كل من النساء الخصبة والنساء العقيمة؛ ثم قارنوا كثافة الثدي لدى النساء المصابات بالعقم واللواتي لم يخضعن من قبل لأي علاج هرموني للخصوبة مع النساء اللواتي خضعن لعلاج هرموني للخصوبة؛  من بين جميع المشاركين صرحت 8963 امرأة عن وجود مشاكل الخصوبة؛ من بين هؤلاء خضعت 1576 امرأة إلى علاج تحفيز هرموني شمل تحفيز المبيض COS ؛ كما خضعت 1429 امرأة لتحفيز هرموني  بدون تحفيز المبيض في حين بلغ العدد 5948 النساء اللواتي لم يخضعن لعلاج الخصوبة.

أظهرت النتائج أن النساء اللواتي كان لديهن تاريخ من العقم كان لديهن كثافة أعلى في أنسجة الثدي مقارنةً بالنساء اللواتي لم يتواجد لديهن تاريخ مرضي بالعقم؛ حيث تبين احتواء الثدي لديهن على أنسجة أكثر كثافة وهي الأنسجة الليفية الغدية أكثر من النساء اللواتي كانت لديهن خصوبة.

كان لدى النساء المصابات بالعقم اللواتي خضعن لعلاج تحفيز هرموني شمل تحفيز المبيض COS مستوى كثافة كلي أكبر من اللواتي لم يخضعن إلى العلاج الهرموني.

لا يعرف الباحثون ما إذا كانت علاج التحفيز هرموني الذي يشمل تحفيز المبيض COS أو الخصوبة الأساسية هي المسؤولة عن زيادة كثافة الثدي؛ وتعتبر الدراسة المذكورة أول دراسة سكانية تدرس تأثير العقم والتحفيز بالهرمونات على كثافة الثدي.

يعتقد المؤلفون أن كثافة الثدي (كثافة أنسجة الثدي) يمكن أن تكون مفيدة في تقييم تأثير علاج الخصوبة الهرموني على خطر الإصابة بسرطان الثدي وخاصة بين النساء اللواتي يصبن بسرطان الثدي قبل بلوغهن سن الخمسين وهو العمر الذي يكون تشخيص سرطان الثدي فيه أقل شيوعاً.

تعتقد لوندبيرغ Lundberg أن النتائج يمكن أن تشير إلى تزايد خطر الإصابة بسرطان الثدي بين النساء اللواتي يتلقين علاج هرموني يشمل تحفيز المبيض COS؛ كما أنها تحذر: “بينما نعتقد أنه من المهم مواصلة مراقبة الحالة الصحية لهؤلاء النساء إلا أن الفرق الملحوظ في مستوى أنسجة الثدي يكون صغير نسبياً ويرتبط فقط بزيادة متواضعة في مخاطر الإصابة بسرطان الثدي حسب الدراسات السابقة.”

في الواقع تتضمن هذه الدراسة بعض القيود التي تتمثل في أن الدراسة اعتمدت على المعلومات التي تم التصريح عنها بشكل شخصي كما أن البيانات ضمن استطلاع كارما KARMA لم تقدم تشخيصات محددة؛ وبالتالي يمكن أن يكون تحديد من يعاني من العقم  ومن لا يعاني منه بالضبط أمراً غير واضح بالضبط؛ فعلى سبيل المثال يمكن أن تكون بعض النساء غير عقيمات اللواتي رغم أنهن صرحن بوجود العقم لديهن ويكون السبب وجود شريك عقيم للمرأة.

الأسئلة التي لا تزال دون إجابة:

نقص المعلومات حول توقيت وعدد دورات العلاج التي تتلقاها كل امرأة يعني أن المؤلفين لا يستطيعون معرفة ما إذا كانت الكثافة العالية للثدي ناتجة وبشكل خاص عن المعالجة الأخيرة؛ ومع ذلك فقد تبين وجود ارتباط أقوى بين العلاج الهرموني الذي يشمل تحفيز المبيض COS  وكثافة الثدي لدى النساء الأكبر سناً مما يشير إلى أن العلاج الهرموني الذي يشمل تحفيز المبيض COS يمكن أن يكون ذو تأثير طويل المدى على أنسجة الثدي.

لا تثبت الدراسة الحالية وجود علاقة سببية بين علاج الخصوبة الهرموني والعقم وكثافة الثدي كون الدراسة الحالية شملت مقاطع مستعرضة أكثر منها طولانية؛ وبالرغم من ذلك يبدو أن هناك علاقة ملموسة بين العقم وعلاج الخصوبة الهرموني وكثافة الثدي؛ ويوصي الباحثون بالمراقبة المستمرة للحالة الصحية للنساء اللواتي يخضعن للعلاج الهرموني الذي يشمل تحفيز المبيض COS   وقد أفادت صحيفة Medical News Today  في وقت سابق من هذا العام عن بحث يشير إلى أن قياسات كثافة أنسجة الثدي ليست ثابتة دائماً.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top