هل حقاً تفيد صودا الخبز في علاج الارتجاع الحمضي؟

يحدث الارتجاع الحمضي عندما يرتجع بعض الحمض الموجود في المعدة إلى أنبوب الطعام أو المريء، ارتجاع الحمض هذا يؤذي بطانة الأنبوب الغذائي مما قد يتسبب بالإحساس بالحرقة في الصدر والتي تعرف باسم حرقة الفؤاد.

كما قد يشعر الشخص المصاب بالارتجاع الحمضي بطعم حامض مزعج في فمه.

ووفقاً للكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي، فإن أكثر من 60 مليون أمريكي يعانون من ارتجاع الحمض مرة واحدة في الشهر على الأقل، مع وجود بعض الدراسات التي تشير إلى وجود أكثر من 15 مليون تجربة يومية.

يجب أن يراجع الطبيب الشخص الذي يعاني من ارتجاع الحمض بمعدل أكثر من مرتين في الأسبوع، لان ذلك يدل على أنه مصاب بمرض الارتجاع الحمضي المعدي المريئي (GERD). ففي حال أهمل المريض نفسه وتركها من دون علاج يمكن أن تتفاقم حالة الارتجاع الحمضي لديه الى قرحة وبالتالي إلحاق أضرار دائمة في الأنبوب الغذائي. كما أنه يزيد من خطر الاصابة بسرطان المريء.

هذا ويمكن استخدام صودا الخبز كمضاد حموضة للتغلب على حموضة المعدة الزائدة الناجمة عن الإصابة بالارتداد الحمضي.

صودا الخبز والجذر الحمضي

صودا الخبز والمعروفة أيضًا باسم بيكربونات الصوديوم هي عبارة عن ملح مكون من أيونات الصوديوم وأيونات البيكربونات. عادة ما يتم العثور عليها على شكل مادة صلبة بلورية بيضاء أو مسحوق ناعم، إضافة الى توفرها على شكل أقراص وكبسولات تحتوي على بيكربونات الصوديوم.

تستخدم صودا الخبز بشكل أساسي في صناعة الخبز، إضافة الى بعض الاستعمالات الأخرى نذكر منها استخدامها في صناعة منتجات النظافة السنية وكعامل تنظيف طبيعي.

إلى جانب استخدام بيكربونات الصوديوم كمضاد للحموضة فهي تستخدم في حالات طبية معينة لرفع قلوية الدم والبول.

علاج الارتجاع الحمضي

صودا الخبز علاج شائع للتخفيف من حرقة المعدة والارتجاع الحمضي كونها ذات طبيعة قلوية، وبالتالي تقوم بتعديل حمض المعدة والقضاء على الحموضة الزائدة التي تسبب أعراض جزر الحمض.

وبشكل عام ينصح الكبار والأطفال فوق سن 12 عام بتناول ملعقة صغيرة من مسحوق بيكربونات الصوديوم ممزوج بكوب من الماء بمعدل كوب كل ساعتين حتى تختفي الأعراض. تختلف الجرعة باختلاف اشكال توفر صودا الخبز لذلك يجب اتباع التوجيهات المدونة على الملصق المرفق بها بشكل دائم.

يوصي الأطباء باستخدام صودا الخبز بشكل مؤقت فقط وتحديداً عند بداية ظهور أعراض الارتجاع الحمضي، لأن تناول الصودا بشكل دائم يؤدي الى تحول وسط الجسم الى القلوي مما يتسبب بظهور مشاكل من نوع آخر.

صودا الخبز كغيرها من الأدوية يجب التحدث إلى الطبيب بشأنها لتحديد الجرعات المناسبة منها وبخاصة بالنسبة للأطفال دون سن ال 12 عام. علماً أن مضادات الحموضة لا توصف عادة للأطفال دون سن 6 سنوات من العمر.

المخاطر والآثار الجانبية

طبابة نت - الارتجاع المعدي المريئي، أسبابه وأعراضه

تشمل الآثار الجانبية الشائعة لتناول صودا الخبز غازات البطن والشعور بالانتفاخ، كما تعد شدة العطش وحدوث تشنجات في المعدة أحد ردود الفعل الأخرى المحتملة بعد تناول صودا الخبز. يجب الاتصال بالطبيب في حال اشتدت أي من الأعراض السابقة أو استمرت لمدة زمنية طويلة.

تتداخل بيكربونات الصودا مع بعض الأدوية وتؤثر على طريقة امتصاص الجسم لها، لذا يجب على المستخدمين أن يضعوا في اعتبارهم احتواء صودا الخبز على نسبة عالية جداً من الملح.

إلك أيضاً بعض الآثار الجانبية الأكثر خطورة والنادرة الحدوث:

  • خروج دم في البول أو البراز أو القيء.
  • صعوبة في القدرة على التنفس بشكل طبيعي
  • فقدان الشهية.
  • تشنجات العضلات والتقلصات.
  • غثيان.
  • نوبات ألم.
  • صداع حاد.
  • تورم القدمين والكاحلين والساقين.
  • ضعف أو خمول في الجسم.

يجب على أي شخص يعاني من أي من الأعراض المذكورة أعلاه التوقف عن تناول صودا الخبز والاتصال بالطبيب من دون أي تأخير.

كما يجب على الشخص أن يسارع بزيارة الطبيب في حال استمرت حرقة المعدة لديه لمدة تزيد عن أسبوعين.

صودا الخبز والظروف الطبية القائمة

الأشخاص الذين يعانون من الظروف الطبية التالية يجب عليهم تجنب تناول صودا الخبز، إلا في حال طلب منهم طبيبهم الخاص القيام بذلك:

  • القلاء: أي عندما يكون الرقم الهيدروجيني (عكس الحموضة الدموية) للجسم أعلى من الحد الطبيعي.
  • التهاب الزائدة الدودية.
  • وذمة: تشير إلى التورم الناجم عن وجود سائل الاستسقاء في أنسجة الجسم.
  • أمراض القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم
  • مرض في الكلية
  • مرض الكبد
  • تسمم الحمل: تتميز هذه الحالة بارتفاع ضغط الدم، تشكل وذمات وارتفاع تركيز البروتينات في البول أثناء فترة الحمل.

لهذا يجب على النساء الحوامل عدم تناول صودا الخبز بهدف علاج الارتجاع الحمضي دون مناقشة الأمر مع الطبيب أولاً.

علاج آخر

توجد العديد من الطرق الأخرى لعلاج الارتجاع الحمضي، نذكر منها تغيير نمط الحياة، وبعض الأدوية التي لا تتطلب وصفة طبية إضافة الى التدخل الجراحي.

تغيير نمط الحياة

يمكن التخفيف من شدة حرقة المعدة والارتجاع الحمضي بشكل طبيعي من خلال تطبيق بعض النصائح التالية أو جميعها:

  •  الحفاظ على وزن صحي:
    إبقاء وزن الجسم ضمن نطاق الوزن الصحي له وبما يتناسب مع طول القامة يمكن أن يقلل من الضغط المطبق على المعدة. بمعنى آخر يقلل من الضغط على المعدة وبالتالي لا يجبر حمضها على الرجوع إلى المريء.
  • معرفة أنواع الغذاء التي تحفز الشعور بالحرقة وتجنب تناولها:
    تؤدي بعض الأطعمة والمشروبات إلى حدوث ارتجاع حمضي. وتختلف أنواع الأطعمة والمشروبات المحفزة للحموضة من شخص لآخر، إلا أن أكثرها شيوعاً هو الكحول والشوكولاتة والثوم والبصل والكافيين والأطعمة المقلية والأطعمة الغنية بالدهون. تجنب المحفزات طريقة بسيطة للحد من حرقة المعدة.
  • تجنب الإفراط في تناول الطعام أو تناوله بسرعة كبيرة:
    تناول الوجبات الكبيرة يصعب عملية إغلاق العضلة العاصرة المريئية السفلية (LES) ويمنعها من الإغلاق بشكل صحيح. فالعضلة LES تعمل عمل صمام يفصل أنبوب الطعام عن المعدة لكي تمنع الحمض من الارتجاع باتجاه المريء ولتناول الطعام بسرعة كبيرة نفس تأثير الإفراط في تناوله.
  • تجنب الأكل في وضعية الاستلقاء.
    يجب على الشخص عدم الاستلقاء إلا بعد مرور 2 -3 ساعات بعد تناول الطعام.
  • ارتداء الملابس الفضفاضة:
    فالملابس الضيقة تضع الضغط على المعدة.
  • الإقلاع عن التدخين:
    توجد علاقة واضحة بين التدخين وGERD.
  • رفع رأس السرير:
    رفع رأس الفراش بمخدات أو أسافين خشبية يفيد الأشخاص الذين يعانون من ارتجاع حمضي في الليل.

أدوية مضادة للحموضة

طبابة نت - الارتجاع المعدي المريئي، أسبابه وأعراضه

إذا لم تساعد التغييرات في نمط الحياة على ارتجاع الأحماض، فعادة ما يكون الدواء هو الخيار العلاجي التالي. اليك بعض الوصفات الطبية والأدوية الشائعة التي تفيد في علاج القلس:

  • مضادات الحموضة: توجد العديد من مضادات الحموضة المتاحة بعيداً عن صودا الخبز من شأنها أن تخفف من شدة ارتجاع الحمض وحرقة المعدة. يستطيع الطبيب أو الصيدلاني تقديم المشورة بشأن الخيارات المختلفة المتاحة واختيار الأنسب من بينها.
  • حاصرات المستقبلات H-2: تثبط هذه الأدوية عملية إنتاج الحمض في المعدة لمدة تصل إلى 12 ساعة، وهي متوفرة في الصيدليات إلا أن الجرعات القوية منها تحتاج إلى وصفة طبية.
  • مثبطات مضخة البروتون (PPIs): تعد هذه الأدوية أقوى من أدوية حاصرات مستقبلات H-2، تعمل مثبطات مضخة البروتون على منع إنتاج الحمض لفترات زمنية طويلة، مما يمنح النسيج التالف في أنبوبة الطعام الوقت اللازم للشفاء، علماً أن أدوية PPIs متوفرة في الصيدلية بموجب وصفة طبية أو من دونها.

جراحة الارتجاع الحمضي وسرطان المريء

غالباً ما يكون الدواء كافٍ لعلاج ارتجاع المريء والارتجاع الحمضي بالنسبة لمعظم الناس.

أما في حال لم يجدي الدواء نفعاً، عندئذ يمكن اللجوء الى الحلول الجراحية، ويوجد هنا نوعان من الجراحة تهدف الأولى إلى شد العضلة العاصرة المريئية السفلى (LES)، أما الثانية فتنطوي على إدخال جهاز مغناطيسي يساعد العضلة LES على الأغلاق وبالتالي تمنع حمض المعدة من الارتجاع.

متى يجب أن تستشير الطبيب

من المستحسن مناقشة الطبيب بفكرة تناول صودا الخبز بهدف علاج الارتجاع الحمضي.

أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات طبية قائمة وأولئك الذين يتناولون أدوية بحسب وصفة طبية أو من دونها أدوية فعليهم أن يستشيروا الطبيب قبل تناول صودا الخبز.

كما ينبغي على الذين يعانون من تكرار حدوث أعراض الارتجاع الحمضي لأكثر من أسبوعين الاتصال بالطبيب دون تردد لكون الارتجاع الحمضي يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بحالات أخرى أكثر خطورة في حال تُرك من دون علاج.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top