حب الشباب: أسبابه وأنواعه وطرق علاجه

حب الشباب هو تلك الحالة الجلدية التي تؤدي إلى ظهور البقع والبثور، وبشكل خاص على الوجه والكتفين والظهر والرقبة والصدر وأعلى الذراعين. ووجودها في مثل هكذا مناطق يجعل من يصاب بها يهرع لطلب المساعدة من المختصين وشراء الأدوية والمراهم الجلدية للتخلص منها، فما هي أسباب تلك الحالة وما طرق علاجها؟

لنتعرف إليها في هذا المقال.

تحدث هذه الحالة عادة خلال سن البلوغ، أي عندما تبدأ الغدد الدهنية بالعمل، ومنذ ذلك فإنها قد تحدث في أي سن. تقوم الغدد الدهنية بإنتاج الزيوت محفزة من قبل الهرمونات الذكرية والتي تنتج بدورها عن الغدتين الكظريتين وذلك عند كل من الذكور والإناث ما بين سني الاثني عشر والأربع وعشرين عاماً.

ما هو حب الشباب؟

إن حب الشباب هو مرض الجلد الذي تسببه الغدد الدهنية في قاعدة بصيلات الشعر، والذي يؤثر على 3 من كل 4 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين الإحدى عشر والثلاثين عاماً، وهو ليس حالة خطرة، غير أنه قد يترك ندبات ظاهرة على الجلد.

ومن ناحية العلاج فإنه يعتمد على مدى شدة الحالة وتفاقمها والتي بدورها تعتمد على العوامل الوراثية، ودورة الطمث، والقلق، والإجهاد، والحالة المناخية الحارة والرطبة، والقيام بفقء البثور.

وعند التكلم عن الحالة علينا أن نذكر الأسباب المؤدية لحدوثها والتي تنطوي على وجود مسام تحت الجلد البشري تتصل بالغدد الدهنية بواسطة الجريبات -والتي هي أكياس صغيرة تنتج وتفرز السوائل- حيث تنتج الغدد سائلاً زيتياً (يسمى الزهم) والذي يحمل خلايا الجلد الميتة من خلال المسام إلى سطح الجلد ومن ثم تنمو شعرة صغيرة من خلال الجريبات لتظهر على سطح الجلد، ولكن تلك الجريبات قد تغلق وتؤدي إلى تراكم الزيوت والدهون تحت الجلد مشكلة بثرة حب الشباب والتي تميل إلى الظهور على الوجه والظهر والصدر والكتفين والرقبة بشكل خاص.

ومن ناحية أخرى يرجع الباحثون حب الشباب إلى العوامل النفسية والمتمثلة بالإجهاد ومجموعة من العوامل الأخرى، ولكن يعتقد أن السبب الرئيسي هو ارتفاع مستويات الاندروجين، وهو نوع من الهرمونات، ترتفع مستوياته عند بدء سن المراهقة مما يؤدي ارتفاعه إلى نمو الغدد الدهنية تحت الجلد. الغدة النامية تنتج المزيد من الزهم والذي تؤدي كثرته إلى كسر الجدران الخلوية في المسام، مما يتسبب في نمو البكتيريا.

هذا وتشير بعض الدراسات المتعلقة بحب الشباب إلى أن العوامل الوراثية قد تزيد من مخاطر الإصابة به.

كما ويرجح العلماء وجود أسباب أخرى غير ما سبق والتي تتمثل بما يلي:

  • بعض الأدوية التي تحتوي على الاندروجين والليثيوم
  • مستحضرات التجميل
  • التغيرات الهرمونية
  • الضغط العاطفي
  • الحيض

ومن ناحية شكل البثور وأنواعها فإنها تختلف في الحجم واللون ومستوى الألم ويمكن تمييز الأنواع التالية:

1- الرؤوس البيضاء: والتي تبقى تحت الجلد وتكون صغيرة جداً.
2- الرؤوس السوداء: وتكون واضحة للعيان، فهي سوداء وتظهر على سطح الجلد، تذكر أن الرؤوس السوداء لا تنتج عن الأوساخ ولذلك فعملية دلك وجهك بقوة عندما ترى الرؤوس السوداء لن يساعدك. كما يمكنك زيارة الصالون والقيام بتنظيف للبشرة حيث أن ذلك لن يستغرق منك الكثير من الوقت إلا أنه لا ينصح به لمن هم دون 19 من العمر.
3- الحطاطات: وتكون مرئية على سطح الجلد مشكلة نتوءات صغيرة، وعادةً ما يكون لونها وردياً.
4- بثرات الصديد: وهي بثور واضحة للعيان على سطح الجلد، فهي حمراء في قاعدتها ويتجمع فيها الصديد في الأعلى.
5- البثور المتورمة (Nobules): وهي كسابقتها بثور واضحة للعيان على سطح الجلد، فهي تتميز بكبرها بالحجم وصلابتها وكونها مؤلمة ومتعمقة داخل الجلد وكأنها لا تتجزأ عنه.
6- الخراجات: وهذه أيضاً واضحة للعيان على سطح الجلد، كما أنها تسبب الألم، وتمتلئ بالقيح، ومن الممكن أن تتسبب بالندوب.

علاج حب الشباب

يمكن تطبيق العلاج دون وصفة طبية:

حب الشباب المعتدل:

يمكن علاج حب الشباب المعتدل بأدوية دون وصفة طبية، مثل المواد الهلامية والصابون والكريمات والمستحضرات التي يتم وضعها على الجلد، مع التنويه أن الكريمات والمستحضرات هي الأفضل للبشرة الحساسة، بينما المواد الهلامية الحاوية على الكحول تجفف الجلد وهي الأفضل للبشرة الدهنية.

وقد تحتوي علاجات حب الشباب على المكونات النشطة التالية:

  • ريسورسينول (Resorcinol): والذي يساعد على التخلص من الرؤوس السوداء والرؤوس البيضاء.
  • بيروكسيد البنزويل: وهو مركب عضوي يقتل البكتيريا، ويسرع استبدال الجلد، ويبطئ إنتاج الزهم.
  • حمض الساليسيليك: والذي يساعد على التخلص من الرؤوس السوداء والرؤوس البيضاء، كما يساعد على تقليل الالتهاب والتورم.
  • الكبريت: والذي لازالت طريقة عمله غير معروفة إلا أنه يساعد على التخلص من حب الشباب.
  • ريتين-أ (Retin-A): يقوم هذا المكون بالمساعدة على فتح المسام من خلال تجديد الخلايا.
  • حمض الأزليك: والذي يقوي الخلايا التي تربط المسام ويوقف تدفق الزهم، وبالتالي فإنه يقلل من نمو البكتيريا.

يعتبر علمياً أنه من المستحسن أن تبدأ بأقل المستحضرات قوة، حيث أن بعضها يمكن أن يتسبب بتهيج الجلد والاحمرار، أو حتى الحروق خلال أول استخدام.

علاج حب الشباب المعتدل إلى الشديد:

قد يصف الأخصائيون كريم مماثل للأدوية سالفة الذكر ولكن أقوى، أو بعض المضادات الحيوية.

وفيما يلي أمثلة عن العلاجات لحب الشباب المعتدل إلى الشديد:

  • حقن الكورتيكوستيرويد (Corticosteroid):
    حيث أن كيس حب الشباب قد يلتهب بشدة ويتمزق مما يؤدي إلى ترك ندبة خلفه. ولمنع ذلك يمكن للأخصائي علاج الكيس الملتهب عن طريق حقن الكورتيكوستيرويد المخفف والذي يمكن أن يساعد في منع حدوث الندوب، والحد من الالتهاب، وتسريع الشفاء، حيث أن الكيس سوف يتلاشى في غضون بضعة أيام.
  • المضادات الحيوية الفموية:
    قد توصف المضادات الحيوية عن طريق الفم لمدة تصل إلى 6 أشهر للمرضى الذين يعانون من حب الشباب المعتدل إلى الشديد وتهدف هذه إلى خفض أعداد جرثومة البروبونية العدية. حيث تبدأ الجرعة عالية ومن ثم تخفف حسب الحاجة وذلك لأن جرثومة البروبونية العدية يمكن أن تصبح مقاومة للمضادات الحيوية عند استعمالها لفترات طويلة، وعندها نصبح حاجة إلى مضاد حيوي آخر، وعادة ما يوصف الاريثروميسين والتتراسيكلين لعلاج حب الشباب.
  • حبوب منع الحمل الفموية:
    ويمكن لحبوب منع الحمل الفموية أن تساعد في السيطرة على حب الشباب وذلك عند النساء. حيث تؤدي حبوب منع الحمل إلى قمع نشاط الغدة المفرطة النشاط. وهي تستخدم عادة لعلاج حب الشباب على المدى الطويل.
    وإن مثل هكذا علاجات قد لا تكون هذه مناسبة للنساء اللواتي:
  1. لديهن اضطراب في تخثر الدم.
  2. يدمنَ على التدخين.
  3. أصبن بالصداع النصفي.
  4. عمرهن قد تجاوز 35 سنة.
    ولا ننسى أنه من المهم التحقق من رأي طبيب النساء أولا.
  • استعمال مضادات الميكروبات الموضعية:
    وتهدف مضادات الميكروبات الموضعية أيضا إلى الحد من حب الشباب لدى المرضى الذين يعانون من حب الشباب المعتدل والشديد. ومن أمثلة ذلك الكليندامايسين (clindamycin) وسولفاسيتاميد الصوديوم (sodium sulfacetamide).
  • إيزوتريتينوين (Isotretinoin):
    وهذا ريتينويد قوي يؤخذ عن طريق الفم، ويستخدم لعلاج حب الشباب الكيسي الشديد وحب الشباب الشديد الذي لم يستجب إلى الأدوية والعلاجات الأخرى. ويعتبر الإيزووتريتينوين دواء يعطى بوصفة صارمة وذلك بسبب مع الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة لتعاطيه، حيث تشمل الآثار السلبية جفاف الجلد والشفاه، ونزيف الأنف، وحدوث تشوهات لدى الجنين إذا تم استخدامه أثناء الحمل، وكما يؤدي إلى تقلب المزاج كما ومن الضروري تنبيه المرضى الذين يتناولون الإيزوتريتينوين أن يتجنبوا مكملات فيتامين أ، لأن تعاطيها مع الإيزوتريتينوين يمكن أن تؤدي إلى التسمم..
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top