إنَّ الصِّيام له العديد من المنافع الصحية المُحتملة للذين يمتنعون عن الطَّعام والشَّراب بشكلٍ منتظم، وذلك بحسب ما قاله زهير العربي المُختص في التَّغذية العلاجية في مؤسسة حمد الطبية، ويُوضِّح ذلك قائلاً: “بما أنَّ الجسم ليس قادراً على الحصول على طاقته من الطَّعام خلال الصِّيام، فإنَّه سيضطرُّ إلى استهلاك الجلوكوز المُخزَّن في الكبد والعضلات. ويبدأ ذلك بعد حوالي ثمان ساعاتٍ من آخر وجبة مُستهلَكة، وعندما يستهلك كامل الجلوكوز، ينتقل الجسم إلى حرق الدهون كمصدرٍ للطَّاقة، مما قد يؤدي إلى خسارةٍ في الوزن، بالإضافة إلى الحفاظ على الكتلة العضلية، وخفض مستويات الكوليسترول “.
يُؤدي انخفاض الكوليسترول إلى تحسين صحَّة القلب والأوعية الدَّموية، مما يحدُّ بشكلٍ ملحوظٍ من خطر الإصابة بالأمراض القلبية، والنَّوبات القلبية، والسَّكتات الدماغية. وفقاً للدكتور العربي، فإنَّ الجسم يخضع أيضاً خلال الصِّيام لعملية إزالة السُّمِّيَّة، بسبب تحلُّل جميع المواد السَّامة المُخزَّنة في دهون الجسم. أما بعد مرور أيام قليلة من الصيام، فإنَّ الجسم سيعمل على إفراز مستوياتٍ أعلى من الإندورفين المعروف بهرمون السَّعادة، مما قد يُؤثِّر إيجاباً على الصحة النفسية، وذلك بحسب ما أشار إليه الدكتور العربي.
كما ذكر الدكتور أنَّ الصِّيام لفتراتٍ طويلةٍ يمكن أيضاً أن يكون فعالاً في إعادة تجديد الخلايا المناعية، ويُوضح الدكتور العربي ذلك قائلاً: ” عندما تمتنع عن الطَّعام سيُحاول الجسم تخزين الطَّاقة، وأحد الأمور التي يمكنه فعلها لتخزين الطَّاقة هي إعادة تدوير الكثير من الخلايا المناعية التي لا يحتاجها، وخاصة تلك المُتضرِّرة منها”.
استناداً لدراسةٍ عالميةٍ أُجريت على الفئران، ونُشرت في مجلة “Cell Stem Cell”، فإنَّ تكرار الصِّيام ليومين إلى ثلاثة أيام طيلة ستة أشهر، ساعد على تدمير الخلايا المناعية القديمة والمتضرِّرة وإنتاج خلايا جديدة.
لتفادي رائحة الفم الكريهة الناتجة عن الصِّيام، ينصح الدكتور العربي بشرب الكثير من الماء بين الإفطار والسحور، وتجنب التنفُّس عن طريق الفم قدر الإمكان.
أضاف السيد العربي أنَّ الصَّائمين يتعرَّضون غالباً للإصابة بالجفاف، وذلك عند عدم استهلاكهم لكمياتٍ كافيةٍ من الماء بعد الإفطار، ولذلك فهو ينصح المسلمين خلال رمضان بالحرص على الإكثار من شرب الماء قبل الصِّيام، وتجنُّب التعرُّض للطقس الحار خلال اليوم”.
عاودت وزارة الصحة العامة تعاونها هذه السَّنة مع مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، بهدف تزويد العامة بالمعلومات المتعلقة بالمشاكل الصحية الشَّائعة خلال شهر رمضان، وذلك من خلال إطلاق الموقع الالكتروني القطري الأول، الذي كُرِّس كمرجعٍ لكافة المعلومات والنَّصائح حول الصحة والصِّيام خلال شهر رمضان.