المكسّرات وعلاقتها بأمراض القلب

إنّ الذين يواظبون على تناول المكسّرات كالفستق والجوز و (المكسّرات الشّجريّة)لديهم احتمالٌ أقلٌّ للإصابة بالأمراض القلبيّة الوعائيّة والأمراض القلبيّة الإكليليّة مقارنةً بالذين نادراً ما يتناولون المكسّرات، وذلك وفقاً لدراسةٍ أجرتها الكليّة الأمريكيّة لطبّ القلب. وتعتبر هذه الدّراسة حتى الآن الأكبر في اكتشاف التّرابط بين المواظبة على استهلاك المكسّرات وتخفيض نسبة الإصابة بالأمراض القلبيّة الوعائيّة.

مؤخراً، تغيّرت تّوصيات الحمية المعتمدة على المصادر الحيوانيّة إلى المصادر الغنيّة بالنّباتات، والحاوية على المكسّرات بشكلٍ أكبر، لدورها في الحدّ من العوامل المؤدّية للمشاكل القلبيّة الوعائيّة، واحتوائها على تراكيب غذائيّة فريدة.

لقد ركّزت الدّراسات السّابقة على الأغذية الشّاملة، إلا أنّ الباحثين في هذه الدّراسة ركّزوا على العلاقة بين نوعٍ محدّدٍ من المكسّرات (زبدة الفستق، الفستق، الجوز والمكسّرات الشّجريّة) مع الحوادث القلبيّة الوعائيّة الخطرة. وقد تمّ ضمّ الفستق للمكسّرات رغم كونه من البقول لاحتوائه على الأحماض الدّهنيّة والفائدة الغذائيّة عينها في المكسّرات الأخرى.

قامت هذه الدّراسة بالنظر في نتئاج 210,000 شخصٍ، ومن ضمنهم نتائج نساء من دراسة صحّة المرضعات   Nurses’ Health ودراسة صحّة المرضعات الثّانية Nurses’ Health II

كما ضمنت نتائج رجال من دراسة مختصّي الصحّة المتتابعة Health Professionals Follow-up والتي تشمل نتائج أكثر من 32 سنة من الدّراسات. وكل سنتين كانت تجمع المعلومات من المجموعات الثلاث متضمّنةً (التّاريخ المرضي، ونمط الحياة، والوضع الصّحّي) عن طريق الاستفتاء الذّاتي.

النّقطة الحدّيّة الرّئيسيّة للدراسة هي المرض القلبي الوعائي الرئيسي major cardiovascular disease مثل الجلطة القلبية myocardial infraction والسّكتة الدماغية stroke والمرض القلبي الوعائي القاتل fatal cardiovascular disease.

بينما كانت النّقط الحدّيّة الثّانويّة تشمل الأمراض القلبية الإكليلية بالمجمل، مثل الفشل القلبي القاتل وغير القاتل.

وقد وثّق الباحثون 14136حالةً قلبيّةً وعائيّة، وتتضمّن8390 مرضاً قلبيّاً إكليليّاً، و5910 سكتة.

وجدت الدّراسة علاقةً عكسيّةً بين مجمل استهلاك المكسّرات ومجمل الأمراض القلبيّة الوعائيّة والأمراض القلبيّة الإكليليّة. وكما تمّت ملاحظة أنّ استهلاك نوعٍ واحدٍ من المكسّرات -كتناول الجوز مرّتين أو أكثر في الأسبوع- يسهم بتراجع خطر الإصابة بالمرض القلبي الوعائي بنسبة 19% والمرض القلبي الإكليليّ بنسبة 12% بينما تراجعت نسبة الإصابة بالأمراض الوعائيّة إلى 13و 15% على التّوالي عند المشاركين الذين تناولوا الفستق أو (المكسّرات الشّجرية) مرّتين أو أكثر في الأسبوع. وتراجعت الأمراض الإكليليّة بنسبة 15و 23%على التّوالي مقارنةً بالأشخاص الذين لم يتناولوا المكسّرات أبداً.

المكسرات وعلاقتها بأمراض القلب

كما تراجعت نسبة الإصابة بالأمراض القلبيّة الوعائيّة إلى 14% عند المشاركين الذين استهلكوا خمس حصصٍ أو أكثر من المكسّرات أسبوعيّاً، وتراجعت نسبة الإصابة بالأمراض القلبيّة الإكليليّة بنسبة 20%؛ مقارنةً بالأشخاص الذي كان استهلاكهم للمكسّرات معدوماً أو شبه معدوم, وكانت النتّائج متماثلةً بالنّسبة لاستهلاك المكسّرات الشّجريّة أو الفستق أو الجوز، كلاً على حدى. ولم يجد الباحثون أيّ دليلٍ يربط استهلاك المكسّرات بالمجمل ومخاطر السّكتة؛ ولكن كان تناول الفستق والجوز ذا علاقةٍ عكسيّةٍ مع خطر التّعرّض للسّكتة, بينما لم تربط زبدة الفستق و (المكسّرات الشّجريّة) بخطر التّعرّض للسّكتة.

تقول مارتا غوسش فير Marta Guasch-Ferre، الدّكتورة والأستاذة الجامعيّة ورئيسة كتابة الدّراسة والبحث، والزّميلة في قسم التّغذية في مدرسة تي إتش شان للصّحّة العامة في هارفرد Harvard T.H. Chan School of Public Health: “تدعم اكتشافاتنا التّوصيات بزيادة حصص المكسّرات بأنواعها، باعتبارها نمط حياةٍ صحّيٍّ، وذلك بغية خفض نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة بين العامّة.

وتمت ملاحظة محدوديّة هذه الدّراسة، لأنّ العيّنات التي أخذها المختصّون كانت محدودةً بالعرق الأبيض. ورغم ذلك، فقد أجاز الباحثون تعميم النّتائج على كلا الجنسين من جميع الأعراق، لعدم توافر سببٍ يجعلنا نتوّقع اختلافٍ في الآليّات الأساسيّة. ولأنّ تقديم تقارير حصص المكسّرات كان ذاتيّاً، فلا بدّ من وقوع أخطاء. بالإضافة لعدم وجود تقاريرٍ تفيد كيفيّة تحضير هذه المكسّرات، فأصبح من غير الممكن وضع تأثيرات طرق التّحضير تحت الاختبار.

وفي تعليقٍ إضافيٍّ لرئاسة التّحرير، أكدٌّ الطّبيب والأستاذ الجامعي إميليو روس Emilio Ros في قسم الغدد الصّماء والتّغذية بمشفى كلينيك Hospital Clinic في برشلونة، والباحث في CIBEROBN والتي هي: شبكة أبحاثٍ في Instituto de Salud Carlos III بإسبانيا. أكد أنّ الاتّساق القوي لهذه النّتائج يشير إلى العلاقة بين استهلاك المكسّرات والوقاية من مرض القلب, ولكن بقي الكثير بعد لاستكشافه.

يتابع الدّكتور روس: “وبشكلٍ كماليٍّ، يجب إجراء أبحاثٍ إضافيّةٍ لمعرفة تأثير الاستهلاك بعيد المدى للمكسّرات المضافة إلى الحمية المعتادة على الحالات القلبيّة الاستقلابيّة الشّديدة. أمّا حاليّاً فيمكن اعتبار المكّسرات النيّئة غير المقشورة أو المعالجة كبسولاتٍ طبيعيّةً مفيدةً ومسهمه بأيّ حميةٍ للحفاظ على صحّة القلب، وبدورها الحفاظ على الصحّة القلبيّة الوعائيّة، ممّا يعزّز الصّحة مع التّقدّم بالعمر

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top