ما هو السعال المُعند، وما الذي يسببه؟

ما هذا السعال المُعند وما الذي يمكنك القيام به لعلاجه؟

عندما يستمر السعال لمدة دقيقة أو دقيقتين يمكن أن تعتقد “أن شيئاً ما  قد وصل بالخطأ إلى المجرى التنفسي”؛ أما عندما يستمر السعال لمدة يوم أو يومين فقد تعتقد أنك مصاب بنزلة برد أو بالأنفلونزا؛ وفي حال استمر السعال لمدة أسبوع فقد يتبادر إلى ذهنك احتمال الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية أو بوجود الحساسية؛ ولكن إذا استمر السعال لأكثر من ثلاثة أو أربعة أسابيع فسوف تبدأ الأفكار تتسارع ويبدأ التفكير في التخبط والحيرة وسيبدأ القلق في الازدياد.

يثير السعال المزمن شبح السرطان بالنسبة للكثير من الناس؛ لكن هل يعتبر السرطان حقاً هو السبب الأكثر احتمالاً لهذا السعال الذي لا يزال مستمراً؟ وإن لم يكن الأمر كذلك فماذا يكون سبب هذا السعال هو وماذا يمكنك فعله لتهدئة السعال المستمر؟

ما هو السعال؟

بالرغم من أن النظرة العامة الشعبية تعتبر السعال كإشارة إلى أحد أعراض المرض المهددة للحياة – حيث يعتبرون السعال وكأن الصدر يخاطب التابوت قائلاً؟ “أنا أسمعك وأشعر بك أيها التابوت” – في الواقع يكون السعال أحد العوامل الحيوية الأساسية في الدفاع عن الجسم ضد المرض؛ إذ أن السعال يطرد المخاط والميكروبات والجزيئات الغريبة من الجهاز التنفسي ويؤمن الحماية للرئتين من العدوى والالتهابات.

يبدأ السعال مع أخذ الشهيق الذي يؤدي لدخول الهواء إلى عمق الرئتين وبعد ذلك يتم إغلاق فتحة المزمار بشكل حاد ووضع غطاء فوق الرغامى أو القصبة الهوائية ويلي ذلك الخطوة الثالثة التي تتمثل بالتقلص القوي لعضلات القفص الصدري والبطن والحجاب الحاجز.

في التنفس الطبيعي تدفع هذه العضلات الهواء برفق من الرئتين إلى أعلى عبر الأنف والفم. ولكن عندما يتم إغلاق فتحة المزمار لا يستطيع الهواء الخروج ونتيجة ذلك يتزايد الضغط الهائل في الممرات التنفسية وفي النهاية  تتبدل وضعية فتحة المزمار وتصبح مفتوحة ويندفع الهواء خارج الجسم ويكون الاندفاع قوياً؛ ينتقل الهواء بسرعة الصوت تقريباً في حالة السعال القوي مؤدياً لإصدار ضجة تشبه النباح أو النعيق وهذا ما ندعوه بالسعال.

تحليل السعال

يمكن أن يكون السعال فعلاً متعمداً إرادياً أو رد فعل لا إرادي لا يمكن السيطرة عليه؛ وفي الحالة الثانية يؤدي تحفيز الأعصاب في الحنجرة “صندوق الصوت” والجهاز التنفسي إلى بدء العملية بأكملها.

يمكن أن تتهيج أعصاب الحنجرة بسبب العدوى أو الحساسية أو الهواء البارد أو الأورام أو العوامل الكيميائية مثل الدخان أو العوامل الميكانيكية مثل جزيئات الغبار أو سوائل الجسم الطبيعية مثل المخاط الأنفي أو حمض المعدة؛ لا عجب إذاً في حدوث السعال إذ أن العديد من الأشياء المختلفة يمكن أن تسبب السعال.

السعال المزمن

يمكن أن يصاب أي شخص بالسعال ولا داعي للشعور بالقلق عند الإصابة بالسعال العرضي؛ حيث يحدث السعال مع العديد من الأمراض الحادة – بدءاً من حمى الحشيش ونزلات البرد والتهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي؛ ومن المعروف بأن السعال الذي يحدث عند الإصابة بالأمراض الشديدة يتلاشى في غضون بضعة أيام إلى بضعة أسابيع.

وعلى النقيض لما سبق؛ يتم تعريف السعال المزمن بشكل مختلف ويعبر عن السعال الذي يستمر لأكثر من ثلاثة إلى ثمانية أسابيع كما يمكن أن يستمر في بعض الأحيان لعدة أشهر أو حتى لسنوات.

يعتبر السعال المزمن حالة شائعة لدرجة أنه يصنف ضمن أحد الأسباب الأكثر شيوعاً لزيارة الطبيب؛ يعاني المرضى من الإحباط والتوتر بالإضافة إلى القلق بشأن سبب حدوث السعال خاصةً إذا امتد التشخيص والعلاج لمدة عدة أسابيع وهو ما يحدث في أغلب الأوقات.

يتسبب السعال في مقاطعة النوم وينتج عن ذلك الشعور بالإرهاق وضعف التركيز وأداء العمل؛ كما يمكن أن تتأثر العلاقات الاجتماعية في عصر الفيروسات الجديدة المرعبة.

كما يمكن أن يكون للسعال تأثيرات سلبية مهمة على الصحة الجسدية تتراوح من سلس البول إلى الإغماء والكسور في أضلاع الصدر.

يمكن أن يصبح علاج السعال أمراً مكلفاً بسبب الاختبارات الطبية وفقدان الإنتاجية في العمل وبسبب الضياع بين العلاجات التي لا تساعد والعلاجات التي يمكن أن تكون نافعة وفعالة.

ما الذي يسبب السعال المزمن؟

يعتبر التدخين سبباً رئيسياً في حدوث السعال المزمن؛ إذ عاجلاً أم آجلاً سيصاب معظم المدخنين بسعال مزمن يطلق عليه اسم “سعال المدخنين“.

التهيج بسبب المواد الكيميائية هو المسؤول عن هذا العال – كما أن نفس المواد الكيميائية الضارة التي تسبب سعال المدخنين البسيط يمكن أن تؤدي إلى حالات أكثر خطورة مثل التهاب الشعب الهوائية وانتفاخ الرئة و الالتهاب الرئوي وسرطان الرئة؛ يعتبر السعال المزمن مصدر قلقٍ دائمٍ للمدخنين.

وكذلك يعتبر السعال المستمر أيضاً مصدر قلقٍ لغير المدخنين؛ ولحسن الحظ فإن معظم حالات السعال المزمن لدى غير المدخنين تكون بسبب مشاكل صحية حميدة وليست بسبب أمراض خبيثة؛ ولكن  يمكن أن يسبب السعال المستمر القلق والإحراج والإرهاق سواءً كانت الأسباب حميدة أم ليست حميدة ولهذا السبب يجب أن يتم تشخيص السعال المزمن وعلاجه قبل أن يطول أمده ويستمر لفترة طويلة.

يمكن أن تتسبب العشرات من الحالات في الإصابة بالسعال لكن النصيب الأكبر يكون ناتجاً عن خمسة مسببات وهي:

  • السيلان المخاطي الأنفي الخلفي.
  • الربو.
  • مرض الارتجاع المعدي المريئي (GERD).
  • التهاب الشعب الهوائية المزمن.
  • العلاج بمثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين Angiotensin-Converting–Enzyme (ACE) inhibitors التي تستخدم في حالات ضغط الدم المرتفع.

يعاني العديد من الأشخاص من وجود بعض هذه الحالات ولكن لدى غير المدخنين تكون الحالات الثلاثة الأولى منفردةً أو مجتمعةً المسبب الرئيسي في حدوث السعال المزمن بشكل تقريبي.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top