اضطرابات الأكل تؤثر على الخصوبة والحمل

وجدت دراسة جديدة أجريت في المملكة المتحدة أن النساء اللواتي يعانين من فقدان الشهية anorexia أو الشره المرضي (النهم) أو تاريخ مرضي من اضطرابات الطعام، كُنَّ أكثر عرضة لمشاكل الخصوبة وحالات الحمل غير المخطط لها ويمتلكن مشاعر سلبية حول إنجاب الأطفال، وذلك مقارنة مع النساء اللواتي لا يحملن مثل هذا التاريخ.

فحص باحثون من كلية كينجز  King’s ومن كلية الإحصاء في جامعة لندن احصائيات شملت أكثر من 11000 امرأة حامل، كانت ضمنهم حوالي 500 امرأة عانين من تاريخ مرضي مع فقدان الشهية العصبي، الشره المرضي، أو كلاهما معاً.

على الرغم من أن النساء اللواتي لديهن تاريخ من اضطرابات الأكل لم يكن من المرجح أن يحملن قبل عام واحد من المحاولة، إلا أن نسبة مئوية عالية منهن حققن الحمل خلال مدة  لم تتجاوز الستة أشهر (39٪ مقابل 25٪).

علاج العقم الأكثر شيوعاً مع اضطرابات الأكل

عدد النساء اللواتي أبلغن عن اصابتهن باضطراب في الطعام في الحاضر أو الماضي ازدادت احتمالية الحمل لديهم الى الضعف بعد تلقيهن العلاج المناسب (6٪ مقابل 2.7٪).

من بين النتائج الأخرى في الدراسة المستندة إلى الدراسة السابقة:

ذكرت 41٪ من النساء اللواتي يعانين من اضطرابات طعام في الماضي أو الحاضر أن الحمل لديهن لم يكن مخططًا له، مقارنةً بـ 28٪ من النساء اللواتي لم يكن لديهن مثل هذا التاريخ.

على الرغم من أن غالبية النساء أبلغن عن سعادتهن باكتشافهن بأنهن حوامل وكانت نسبتهم (71٪) ، إلا أن النساء اللواتي يعانين من فقدان الشهية أو الشره المرضي كن أكثر ميلاً للإبلاغ عن عدم رضاهم عن الحمل (10٪ مقابل 4٪).

كانت النساء اللواتي يعانين من اضطراب في الأكل أو من تاريخ واحد أكثر ميولاً بضعفين لخطر اعتبار الأمومة “تضحية شخصية” مقارنة مع غيرهن.

اجريت دراسة نُشرت على الإنترنت في المجلة الدولية لأمراض النساء والولادة BJOG، والتي تعد الى الآن أكبر دراسة أجريت في المملكة المتحدة، وهدفت الى تحديد تأثير اضطرابات الأكل على الخصوبة والمواقف المتعلقة بالحمل.

وتقول الباحثة أبيجيل إيستر Abigail Easter المنفذة للدراسة: تسلط النتائج الضوء على الحاجة إلى توفير دعم إضافي للنساء اللواتي يعانين من اضطرابات الأكل الحالية أو السابقة قبل الحمل وخلال الحمل.

“نحن نعلم أن العديد من النساء اللواتي لديهن تاريخ من اضطرابات الأكل غالبا ما يشعرن بعدم القدرة على إبلاغ أخصائي الرعاية الصحية بمرضهم.”

“نشجع النساء اللواتي يعانين من اضطرابات الأكل بإبلاغ الطبيب عن وجود اضطرابات طعام سابقة لديهن عند التخطيط للحمل، حتى لو كان الأمر في الماضي، لمناقشة هذا الأمر مع أطبائهن”.

معدل الحمل المفاجئ غير المخطط له

وتقول إيستر إن الباحثين اندهشوا بوجود مثل هذا المعدل المرتفع للحمل غير المرغوب فيه بين النساء اللواتي لديهن تاريخ من اضطرابات الأكل.

فالنساء اللواتي يعانين من اضطرابات الأكل غالباً ما تكون لديهن دورة شهرية متقطعة أو تغيب الدورة الشهرية نهائياً.

على الرغم من أن الحمل غالبا ما يكون أكثر صعوبة في ظل هذه الظروف، إلا أنه ليس مستحيلا حتى لو كان غير شائع.

“تقل فرص الحمل لدى النساء اللواتي يعانين من اضطرابات الأكل وغالباً لا يأخذن التدابير الكافية لتحديد النسل.”

“قد لا تكون حبوب منع الحمل وسيلة منع الحمل المناسبة لشخص يعاني من مرض الإفراط في تناول الطعام، ولأولئك الذين يُحدثون قيئاً ذاتيًاً بانتظام كوسيلة للتحكم في الوزن“.

يقول الأستاذ ” Philip Steer ” / كلية لندن الملكية، والذي يعمل أيضاً كرئيس تحرير ل BJOG:

من المهم أن يدرك اختصاصيو الرعاية الصحية أن النساء اللواتي لديهن تاريخ من اضطرابات الأكل يمتلكن قدر كبير من المشاعر السلبية المرتبطة بالحمل والولادة ، مقارنة بالنساء الأخريات.

وهو يوافق أيضاً على أنهن قد يحتجن إلى المزيد من الدعم.

ويضيف قائلاً: “غالباً ما تكون النساء المصابات باضطرابات الأكل ذكيات للغاية وناجحات، لذلك يمكن أن يفشل مقدمو الخدمات في إدراك أنهن قد يحتجن إلى رعاية إضافية أثناء الحمل وحتى بعد الولادة“. “يُظهر هذا البحث أنه يجب أن يُنظر الى تاريخ اضطرابات الأكل على أنه علامة تحذير بأن المرأة قد تواجه تحديات إضافية مرتبطة بالحمل”

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top