أنواع السعال عند الأطفال الصغار والرضع (2)

اقرأ الجزء الأول من أنواع السعال عند الأطفال الصغار والرضع

السعال المثير للشفقة

لأول مرة في حياته يكون طفلك منهكاً جداً وغير قادر على اللعب؛ إنه يعاني من سعال ضعيف وأجش بالإضافة إلى ارتفاع في درجة الحرارة وآلام في العضلات وزكام مصحوب بسائل مخاطي.

السبب المحتمل:

الأنفلونزا والمعروفة باسم النزلة الوافدة وهي مرض فيروسي يهاجم الجهاز التنفسي ويسبب  الأطفال.

للإنفلونزا فترة حضانة طويلة لدى الأطفال ولذلك يمكن أن يتمكنوا من التعايش مع الفيروس لعدة أيام قبل أن يصابوا بالمرض وخلال هذا الوقت يقومون بنقل الفيروس إلى الأصدقاء والعائلة؛ يقول الدكتور لونزر Lonzer: “ينتشر المرض بواسطة قطرات صغيرة جداً لذلك عندما يعطس زميلك في الصف لمرة واحدة فقط يمكن أن ينتقل فيروس الإنفلونزا في أرجاء الغرفة”.

علاج الإنفلونزا:

أعطه الطفل الكثير من السوائل وكذلك تناول الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين (بالنسبة للأطفال الأكبر من 6 أشهر) مع طعام أو حليب للتخلص من الحمى وتخفيف الآلام وفي السنة التالية تأكد من حصوله على لقاح الحماية من الأنفلونزا.

السعال الخشن ذو الصفير – الأزيز

لقد أصيب طفلك بنزلة برد لبضعة أيام والآن يعاني من السعال الخشن والمصحوب بصوت صفير؛ يبدو أنه يتنفس بسرعة وهو سريع التهيج.

ما الذي يسببه على الأرجح:

التهاب القصيبات وهو التهاب يصيب القصيبات الهوائية وهي أصغر ممرات هوائية في الرئتين؛ عندما تتورم وتمتلأ بالمخاط يصبح من الصعب على الطفل التنفس. السبب الأكثر شيوعا هو فيروس المخلوي التنفسي (المعروف باسمRSV)، ويقول ألان ليبرثال Allan Lieberthal الأستاذ السريري لطب الأطفال بجامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس إن التهاب القصيبات يصيب الأطفال الصغار في أغلب الأحيان خلال أشهر الشتاء.

علاج السعال ذو الصفير والأزيز:

اتصل بالطبيب على الفور إذا كان طفلك يعاني من صعوبة في التنفس أو الشرب؛ يستطيع الطبيب تشخيص التهاب القصيبات من خلال فحص جسدي ومن خلال السجل المرضي؛ شجع طفلك على الاستراحة وشرب الكثير من السوائل، وفقاً للإرشادات معظم الأطفال لا يحتاجون إلى أخذ الأدوية (موسعات الشعب الهوائية أو المضادات الحيوية أو المنشطات).

قد يحتاج الطفل في الحالات الخطيرة إلى دخول المستشفى لتلقي الأكسجين أو السوائل أو الدواء.

السعال الديكي

يعاني طفلك من نزلة برد لفترة تتجاوز الأسبوع ويعاني حالياً من نوبات من السعال – وفي بعض الأحيان يسعل أكثر من 20 مرة خلال أخذ نفس واحد؛ كما أنه يعاني  بين نوبات السعال من صعوبة في التنفس ويصدر صوتاً غريباً مثل الصياح عند استنشاق الهواء.

السبب المحتمل:

السعال الديكي ( يدعى أيضاً بالشاهوق Pertussis) وقد ارتفعت حالات الإصابة به في الآونة الأخيرة؛ تهاجم بكتيريا الشاهوق Pertussis بطانة ممرات التنفس وتسبب التهاباً شديداً يؤدي إلى تضيق الممرات الهوائية – وأحياناً يسدها بشكل كامل- يوجد احتمال أن يصاب الأطفال الذين لم يتم إعطائهم بعد لقاح للحماية من هذا المرض بالسعال الديكي (عادة ما يتم إعطاء لقاح DTaP ذو الخمس جرعات في عمر 2 و 4 و 6 أشهر وبين عمر 15 و 18 شهراً وكذلك بين عمر 4 و 6 سنوات).

ومع ذلك، فإن الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للخطر؛ يقول الأستاذ جوردون بلومبرج Gordon Bloomberg وهو أستاذ مشارك في طب الأطفال بكلية الطب في جامعة واشنطن في سانت لويس: “لا يتمتع الرضع بعمر أقل من سن 6 أشهر بالقوة الكافية في الرئتين لديهم  لجعل الضجيج الديكي مميزاً ولذلك يصعب على الآباء اكتشاف إصابتهم بهذا المرض”؛ وبدلاً من ذلك قد يظهر هذا النوع من السعال عند الأطفال على شكل نوبات مستمرة تنتهي بالتقيؤ والاستفراغ وقد يتوقف التنفس لفترة وجيزة كما يمكن أن تتحول شفاه الأطفال إلى اللون الأرجواني بسبب عدم حصولهم على كمية كافية من الأكسجين.

علاج السعال الديكي:

اتصل بالطبيب على الفور إذا كنت تشك بوجود إصابة السعال الديكي. يحتاج الأطفال دون سن 6 أشهر إلى المستشفى وتتم معالجة العدوى بالمضادات الحيوية؛ كما يمكن أن يحتاج البالغين والأطفال الآخرين في المنزل إلى استخدام مضادات حيوية وقائية لمنع الإصابة بالمرض (إذ أن السعال الديكي مرض شديد العدوى وتبدأ المناعة في التراجع بعد خمس سنوات من أخذ اللقاح).

ستقوم المضادات الحيوية بإزالة العدوى بعد حوالي خمسة أيام إذا كان المريض قد بدأ بأخذها بشكل مبكر بما فيه الكفاية؛ لكن قد يطول سعال الطفل لمدة شهور ويعود للظهور أيضاً عند إصابة الطفل بالتهابات لاحقة في الجهاز التنفسي.

السعال الرطب الشديد

يمكن أن يعاني طفلك من نزلة برد لمدة أسبوع حالياً ويمكن أن يزداد الأمر سوءاً؛ ويكون سعال الطفل رطب ومصحوب بالبلغم كما يصبح تنفسه أسرع من المعتاد.

السبب المحتمل:

الالتهاب الرئوي حيث يسببه فيروس أو بكتيريا يدخلان إلى الرئتين ويؤدي إلى امتلاء الرئتين بالسوائل؛ يقول الدكتور لونزر: “لأن الطفل يحاول إخراج السائل من رئتيه فإن سعال الالتهاب الرئوي يميل إلى أن يكون بشعاً للغاية” ويقول “هذا هو نوع السعال المتقطع المتزايد.”

علاج الالتهاب الرئوي:

قد يكون طبيب الأطفال قادراً على تشخيص الالتهاب الرئوي من خلال الفحص الجسدي ولكن قد يحتاج إلى تصوير طفلك باستخدام أشعة إكس؛ كما يمكن أن تقوم بإجراء اختبار تشبع الأكسجين (وضع شريط يشبه الضمادة حول إصبع طفلك) للتحقق من انخفاض مستوى الأكسجين.

إذا تأكد الطبيب وتبين له من نتائج الاختبار أن الالتهاب الرئوي ذو سبب جرثومي فسوف يقوم بوصف المضادات الحيوية؛ يجب أن تتم معالجة الالتهاب الرئوي الفيروسي وفق طريقة معينة؛ كما يمكن علاج الالتهاب الرئوي عادةً في المنزل ولكن إذا كان شديداً يمكن أن يحتاج طفلك للبقاء في المستشفى لعدة أيام.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top