أنماط شائعة لاضطرابات التغذية (2)

لقراءة الجزء الأول من أنماط شائعة لاضطرابات التغذية

سنكمل في الجزء الثاني من مقالنا الأجزاء الثلاثة المتبقية من أنماط اضطرابات التغذية

اضطراب العقعقة أو القطا Pica.

يتضمن اضطراب التغذية البايكاPica  أو ما يعرف بالقطا أو العقعقة تناول أشياء لا تعتبر طعاماً؛ يتطلع الأفراد المصابون باضطراب بالبايكا إلى تناول مواد غير غذائية مثل الثلج والغبار والتراب والطباشير والصابون والورق والشعر والقماش والصوف والحصى ومنظفات الغسيل أو نشا الذرة.

ويمكن أن تصيب اضطراب البايكا الأشخاص البالغين وكذلك الأطفال والمراهقين؛ إلا أنه يمكن أن تتم ملاحظة هذا الاضطراب  يحدث بشكل متكرر لدى الأطفال والنساء الحوامل والأفراد الذين يعانون من إعاقات عقلية؛ ويمكن أن يتعرض الأفراد المصابون باضطراب بالبايكا لأخطار متزايدة بالتسمم والالتهابات وتضرر الأمعاء ونقص التغذية وذلك وفقاً للمواد التي يتم تناولها كما يمكن أن يكون اضطراب البايكا قاتلاً.

ومع ذلك, لكي يتم اعتبار الاضطراب بأنه من نوع  البايكا Pica يجب ألا يكون تناول المواد غير الغذائية جزءاً طبيعياً من ثقافة أو دين شخص ما؛ بالإضافة إلى ذلك يجب ألا تعتبر ممارسة مقبولة اجتماعياً من قِبل أقرانه.

الخلاصة

يلاحظ وجود ميل لدى الأفراد المصابون بالبايكا إلى الرغبة في تناول مواد غير غذائية؛ يمكن أن يؤثر هذا الاضطراب بشكل خاص على الأطفال والنساء الحوامل والأفراد ذوي الإعاقات العقلية.

اضطراب اجتراري Rumination disorder:

يعتبر اضطراب الاجترار واحداً من اضطرابات التغذية التي تم الاعتراف بها حديثاً وهو يصف حالة معينة يقوم فيها الشخص بتقيؤ الطعام الذي سبق له أن مضغه وابتلعه ثم يعيد مضغه من جديد وبعدها يعيد ابتلاعه أو يقوم ببصقه؛ يحدث هذا الاجترار عادةً خلال أول 30 دقيقة بعد تناول وجبة الطعام؛ وبعكس الحالات الطبية الأخرى مثل الارتجاع فهو اضطراب طوعي.

يمكن أن يحدث هذا الاضطراب في المراحل الأولى من حياة الطفل أو في مرحلة الطفولة أو البلوغ؛ يميل هذا الاضطراب إلى التطور عند الرضع بين 3 – 12 شهراً من العمر وغالباً ما يختفي من تلقاء نفسه وبالمقابل نجد أن الأطفال والبالغين المصابين بهذه الحالة سيحتاجون عادةً إلى علاج للتخلص من هذا الاضطراب.

إذا لم يتم حل مشكلة هذا الاضطراب لدى الرضع يمكن أن يؤدي اضطراب الاجترار إلى فقدان الوزن وسوء التغذية الحاد الذي قد يكون قاتلاً؛ كما يمكن أن يستفيد البالغون المصابون بهذا الاضطراب عبر تقييد وحصر كمية الطعام الذي يتناولونه وخاصةً في الأماكن العامة إذ أن هذا الأمر يمكن أن يؤدي بهم إلى خسارة الوزن ويصبحون بذلك تحت المعدل الطبيعي.

الخلاصة

يمكن أن يؤثر اضطراب الاجترار على الناس في جميع مراحل حياتهم إذ أن الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب يعيدون تناول الطعام الذي ابتلعوه مؤخراً؛ ثم يمضغونه مرة أخرى ويبتلعونه أو يبصقونه.

اضطراب تناول الطعام الاجتنابي/ المقيد

Avoidant/restrictive food intake disorder:

يعد مصطلح اضطراب تناول الطعام الاجتنابي/ المقيد (ARFID) اسماً جديداً لاضطراب معروف قديماً؛ حيث حل هذا المصطلح محل ما كان يعرف سابقاً باسم “اضطراب التغذية في مرحلة الطفولة والطفولة المبكرة”, وهو تشخيص سبق أن كان محصوراً بالأطفال الذين تقل أعمارهم عن 7 سنوات؛ وبالرغم من أن تطور اضطراب ARFID بشكل عام أثناء مرحلتي الطفولة أو الطفولة المبكرة ولكن يمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ كما أن الشائع بالنسبة لهذا الاضطراب أنه يحدث لدى كل من الرجال والنساء على حدٍ سواء.

يعاني الأفراد المصابون بهذا الاضطراب من مشاكل في التغذية بسبب قلة الاهتمام بالأكل أو بسبب النفور من بعض الروائح أو المذاق أو الألوان أو التركيب أو درجات الحرارة.

وتتضمن الأعراض الشائعة لاضطراب ARFID  كلاً مما يلي:

تجنب أو تقييد تناول الطعام الذي يمنع الشخص من تناول السعرات الحرارية أو المواد الغذائية الكافية والعادات الغذائية التي يمكن أن تؤثر في الوظائف الاجتماعية العادية مثل تناول الطعام مع الآخرين وفقدان الوزن أو ضعف النمو والتطور بسبب العمر والنقص الحاد بالعناصر المغذية أو الاعتماد على المكملات الغذائية أو الإطعام  بالأنبوب.

من المهم أن نلاحظ أن اضطراب التغذية الاجتنابي/ المقيد ARFID يتخطى أنماط السلوك الطبيعية مثل الأكل لدى الأطفال الصغار وصعوبة إرضائهم أو انخفاض كمية الطعام التي يتناولها كبار السن.

بالإضافة إلى ذلك فهو لا يشمل أي تجنب أو تقييد الأطعمة بسبب عدم توفرها أو بسبب الممارسات الدينية أو الثقافية.

الخلاصة

يعتبر اضطراب التغذية الاجتنابي/ المقيد  ARFID اضطراباً يتسبب في عدم تناول الأشخاص المصابين به ما يكفي من الطعام ويحدث هذا إما بسبب قلة الاهتمام بالطعام أو بسبب النفور الشديد تجاه بعض الأطعمة ومظهرها أو رائحتها أو مذاقها.

اضطرابات الأكل الأخرى

توجد أيضاً اضطرابات التغذية الأقل شهرة أو الأقل شيوعاً بالإضافة إلى اضطرابات التغذية الستة التي تم ذكرها؛ وتندرج هذه الاضطرابات عموماً ضمن واحدة من الفئات الثلاث التالية:

  • اضطراب التطهير؛ الأفراد الذين يعانون من اضطراب التطهير غالباً ما يستخدمون سلوكيات التطهير والإفراغ مثل التقيؤ المتعمد أو الأدوية التي تسبب الإسهال أو مدرات البول أو ممارسة التمارين الرياضية بإفراط بهدف التحكم في وزن وشكل الجسم ومع ذلك فإنهم لا يتناولون الطعام بنهم.
  • متلازمة الأكل الليلي؛ يأكل الأفراد الذين يعانون من هذه المتلازمة بشكل مفرط وفي كثير من الأحيان بعد الاستيقاظ من النوم.
  • اضطرابات التغذية أو الأكل المحددة الأخرى(OSFED) ؛ وهذه تتضمن الحالات الأخرى غير الموجودة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية DSM-5 أي أن هذا يشمل أي حالات أخرى لها أعراض مشابهة لتلك الخاصة باضطرابات التغذية ولكنها لا تتناسب مع أي من الفئات المذكورة أعلاه.

أحد الاضطرابات التي قد تقع حالياً تحت OSFED هو هوس الأكل الصحي Orthorexia؛ لم يتم التعريف بهوس الأكل الصحي كاضطراب منفصل بالرغم من ذكره بشكل متزايد في وسائل الإعلام وفي الدراسات العلمية ولا يزال غير معرف ضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الحالي  DSM.

إذ يتجه الأفراد المصابون بهوس الأكل الصحي Orthorexia إلى القيام بالتركيز بشكل يبدو وكأنه هوس على الأكل الصحي إلى حد يؤدي إلى التشويش على حياتهم اليومية ويؤثر فيها بشكل كبير؛ على سبيل المثال يمكن أن تتسبب الإصابة بهذا النوع من اضطرابات التغذية بقيام المصاب في استبعاد مجموعات كاملة من الأطعمة الصحية بسبب خشيته واعتقاده بأنها يمكن أن تكون غير صحية؛ هذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية والفقدان الشديد في الوزن ووجود صعوبة في تناول الطعام خارج المنزل وتوتر عاطفي.

نادراً ما يركز الأفراد المصابون بهذا الاضطراب في التغذية على فقدان الوزن في أغلب الحالات وعوضاً عن ذلك يعتمدون في تقديرهم للذات أو لشخصيتهم أو لدرجة رضاهم عن أنفسهم على مدى التزامهم بقواعد نظامهم الغذائي الذاتي الذي يفرضونه على أنفسهم.

الخلاصة

يعدُ كل من اضطراب التطهير والإفراغ ومتلازمة الأكل الليلي نوعين من اضطرابات التغذية الإضافية التي لم يتم توصيفها بشكل جيد في الوقت الحالي. كما يندرج اضطراب هوس الأكل الصحي ضمن فئة OSFED (جميع اضطرابات التغذية الأخرى) إذ أنه لا يتناسب مع فئة أخرى.

وكنتيجةٍ نهائية

تهدف الفئات المذكورة في الأعلى إلى إيجاد فهم وتوضيح أفضل لاضطرابات التغذية الأكثر شيوعاً والتخلص من الخرافات المنسوجة حولها؛ إذ تعدُ اضطرابات التغذية حالات مرضية تؤثر في الصحة العقلية وتتطلب عادةً تلقي العلاج المناسب لأنها يمكن أن تكون ضارة للجسم في حال تم تركها بدون علاج.

إذا كنت تعاني من اضطراب في التغذية أو تعرف شخصاً يحتمل أنه مصاب بهذه الاضطرابات فاطلب المساعدة من أخصائي علاج اضطرابات التغذية.

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top