أنماط شائعة لاضطرابات التغذية (1)

سنتعرف في الجزء الأول من مقالنا التالي عن ثلاثة أنماط من ستة شائعة  من اضطرابات التغذية، مع وصف لأعراض كل نمط.

1- فقدان الشهية العصبي Anorexia Nervosa

يعتبر فقدان الشهية العصبي من أكثر اضطرابات التغذية المعروفة ويتطور بشكل عام خلال فترة المراهقة أو سن الرشد ويميل إلى التأثير على النساء أكثر من تأثيره على الرجال.

يعتبر الناس الذين يعانون من مرض فقدان الشهية أنفسهم بأنهم يعانون من زيادة في الوزن بشكل عام حتى لو كانت الحالة أنهم يعانون من نقص خطير في الوزن؛ كما أنهم يميلون إلى مراقبة وزنهم باستمرار وتجنب تناول أنواع معينة من الأطعمة وتقييد السعرات الحرارية بشدة.

تتضمن الأعراض الشائعة لمرض فقدان الشهية العصبي الأعراض التالية:

  • النقص الملحوظ في الوزن وبشكل كبير مقارنةً بأشخاص من نفس الطول ونفس الفئة العمرية.
  • اتباع أنماط غاية في الحصر والتقييد بالنسبة لتناول الطعام.
  • الخوف الشديد من زيادة الوزن أو السلوكيات المستمرة لتجنب زيادة الوزن بالرغم من وجود نقص في الوزن.
  • السعي الحثيث للنحافة وعدم الرغبة في الحفاظ على وزن صحي.
  • التأثير الكبير لوزن الجسم أو شكل الجسم الملحوظ على التقدير للذات.
  • تصبح هيئة الجسم مشوهة بالإضافة إلى ذلك إنكار وجود نقص حاد وخطير في الوزن.
  • توجد أيضاً أعراض الوسواس القهري؛ فعلى سبيل المثال في الكثير من الأوقات ستجد أن الأشخاص الذين يعانون من مرض فقدان الشهية مشغولي البال بالأفكار المستمرة عن الطعام ويمكن أن يقوم البعض بجمع وصفات الطعام بنوع من الهوس أو تخزين الطعام.

يمكن أن يعاني الأفراد أيضاً صعوبة في تناول الطعام في الأماكن العامة ويظهرون رغبة قوية في ضبط بيئتهم مما يحد من قدرتهم على أن التصرف بعفوية.

يتم تصنيف مرض فقدان الشهية رسمياً ضمن نوعين فرعيين – النوع التقييدي ويتميز بتقييد والحصر ونوع النهم والإفراط في الطعام ومن ثم إفراغ المعدة من هذا الطعام.

يفقد الأفراد من النوع التقييدي الوزن فقط من خلال اتباعهم لنظام غذائي أو من خلال الصيام أو ممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط؛ في حين يمكن أن يشتهي الأفراد الذين يعانون من الإفراط والشراهة في تناول الطعام ومن ثم إفراغ المعدة تناول كميات كبيرة من الطعام أو يأكلون القليل جداً وفي كلتا الحالتين فإنهم يقومون بعد تناول الطعام بإفراغ المعدة باللجوء إلى بعض الممارسات مثل التقيؤ أو تناول الأدوية المسببة للإسهال Laxatives أو استعمال مدرات البول  أو ممارسة التمارين بإفراط وبشكل مجهد.

يمكن أن يكون فقدان الشهية شديد الضرر للجسم؛ ويمكن أن يعاني الأفراد الذين يصابون به وبمرور الوقت من ترقق في العظام والعقم وتقصف الشعر وهشاشة الأظافر ونمو طبقة من الشعر الناعم في جميع أنحاء الجسم.

كما يمكن أن يؤدي فقدان الشهية في الحالات الشديدة إلى فشل في عمل الدماغ أو القلب أو العديد من أعضاء الجسم وبالتالي يؤدي إلى الموت.

الخلاصة

قد يقوم الأشخاص الذين يعانون من مرض فقدان الشهية العصبي بالحد من كمية الطعام التي يتناولونها أو اللجوء إلى بعض سلوكيات تطهير وتنظيف المعدة المختلفة وذلك بسبب خوفهم الشديد من زيادة الوزن حتى عند المعاناة من وجود نقص شديد وحاد في الوزن.

 2- الشره المرضي العصبي Bulimia Nervosa

يعتبر مرض الشره المرضي العصبي من اضطرابات التغذية الأخرى المعروفة؛ حيث يميل الشره المرضي إلى التطور خلال فترة المراهقة وسن البلوغ المبكر بشكل مشابه لمرض فقدان الشهية العصبي ويبدو أنه أقل شيوعاً بين الرجال مقارنة بالنساء.

كثيراً ما يأكل الأشخاص الذين يعانون من الشره المرضي كميات كبيرة وبشكل غير عادي من الطعام في فترة زمنية معينة.

تستمر كل نوبة من نوبات النهم بتناول الطعام حتى يصل الشخص عادةً إلى درجةٍ مؤلمةٍ من الشبع والامتلاء؛ ويشعر الشخص عادةً أثناء نوبة الشره بأنه لا يستطيع التوقف عن الأكل أو التحكم في مقدار ما يتناوله.

يمكن أن تحدث حالة النهم للطعام مع أي نوع من أنواع الطعام؛ ولكنها تحدث بشكل شائع مع الأطعمة التي يتجنبها الفرد عادةً.

يحاول الأفراد المصابون بالشره المرضي بعد ذلك تطهير وإفراغ المعدة للتعويض والتخلص من السعرات الحرارية التي تم تناولها وتخفيف من الألم في الجهاز الهضمي؛ وتتضمن السلوكيات الشائعة للتطهير وإفراغ المعدة كل من التقيؤ القسري والصيام وتناول الأدوية المسببة للإسهال ومدرات البول والحقن الشرجية والتمارين الرياضية المجهدة وبشكل مفرط.

يمكن أن تظهر أعراض متشابهة جداً مع أعراض الشراهة وإفراغ المعدة الموجودة عند بعض الأنواع الفرعية من مرض فقدان الشهية العصبي؛ ومع ذلك فإن الأفراد المصابين بالشره المرضي عادة ما يحتفظون بوزن طبيعي نسبياً بدلاً من نقص الوزن.

تشمل الأعراض الشائعة للشره المرضي العصبي كلاً مما يلي:

  • النوبات المتكررة من الشراهة للطعام مع الشعور بعدم القدرة على ضبط النفس.
  • النوبات المتكررة لسلوكيات التطهير غير المناسبة لمنع اكتساب الوزن.
  • تتأثر الثقة بالنفس بشكل مبالغ فيه بشكل ووزن الجسم.
  • الخوف من زيادة الوزن بالرغم من كون الوزن ضمن النطاق الطبيعي.

يمكن أن تشمل الآثار الجانبية للشره المرضي التهاب وألم الحلق والتهاب الغدد اللعابية وتهتك مينا الأسنان وانحلال الأسنان والارتجاع الحمضي من المعدة وتهيج الأمعاء والجفاف الشديد والاضطرابات الهرمونية.

يمكن أن يؤدي الشره المرضي أيضاً في الحالات الشديدة إلى حدوث خلل في مستويات الشوارد مثل الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم؛ يمكن أن يتسبب هذا الأمر في الإصابة بسكتة دماغية أو نوبة قلبية.

الخلاصة

يقوم الأشخاص الذين يعانون من الشره المرضي العصبي بتناول كميات كبيرة من الطعام في فترات زمنية قصيرة, ثم يقومون بإفراغها؛ إنهم يخافون من زيادة الوزن بالرغم من كون وزنهم ضمن النطاق الطبيعي.

3- اضطراب نهم الطعام Binge Eating Disorder

يُعتقد أن اضطراب نهم الطعام هو واحد من أكثر اضطرابات التغذية شيوعاً وخاصةً في الولايات المتحدة؛ إذ يبدأ عادةً بشكل نموذجي خلال فترة المراهقة وسن البلوغ المبكر بالرغم من أنه قد يتطور لاحقاً؛ ونجد أن لدى الأفراد المصابون بهذا الاضطراب أعراض مشابهة لأعراض الشره المرضي أو النوع الفرعي الشراهة للطعام ثم الإفراغ لمرض فقدان الشهية؛ وعلى سبيل المثال عادة ما يتناول المصابون باضطراب نهم الطعام كميات كبيرة من الطعام بشكل غير اعتيادي ضمن فترات زمنية قصيرة نسبياً ويشعرون بعدم القدرة على ضبط النفس خلال نوبات النهم للطعام.

لا يقوم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نهم الطعام بتقييد السعرات الحرارية التي يتناولونها وكذلك لا يستخدمون سلوكيات تطهير وإفراغ المعدة مثل التقيؤ المتعمد أو التمارين الرياضية المجهدة بشكل مفرط للتخلص مما تناولوه أثناء نوبات النهم.

تتضمن الأعراض الشائعة لاضطراب نهم الطعام كلاً مما يلي:

  • تناول كميات كبيرة من الأطعمة بسرعة وفي السر حتى الشعور بعدم الراحة بالرغم من عدم الشعور بالجوع.
  • الشعور بعدم القدرة على ضبط النفس أثناء نوبات الشراهة عند تناول الطعام.
  • الشعور بالكرب والضيق مثل الخجل أو الاشمئزاز أو الشعور بالذنب عند التفكير في سلوك النهم للطعام خاصةً عند عدم استخدام سلوكيات التطهير والإفراغ مثل تقييد السعرات الحرارية أو التقيؤ المتعمد أو الإفراط في التمارين الرياضية أو تناول الأدوية المسببة للإسهال أو مدرات البول للتخلص من الطعام الزائد الذي تم تناوله.

يعاني المصابون باضطراب نهم الطعام غالباً من زيادة الوزن أو السمنة؛ ويمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى زيادة خطر حدوث مضاعفات طبية مرتبطة بزيادة الوزن مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النمط الثاني.

الخلاصة

يستهلك الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نهم الطعام بشكل منتظم وبدون السيطرة على أنفسهم كميات كبيرة من الطعام خلال فترات زمنية قصيرة؛ وبعكس الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل الأخرى فإنهم لا يقومون باللجوء إلى الإفراغ وتنظيف المعدة.

لقراءة الجزء الثاني من أنماط شائعة لاضطرابات التغذية

الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top